الثورة – فاديا هاشم:
منذ الأزل وعبر التاريخ كانت المرأة تقف جنباً إلى جنب مع الرجل وفي كل المجالات.. فكانت العاملة والطبيبة والمقاتلة.. إضافة إلى عملها في المنزل، زوجة وأماً ومربية لأطفالنا وحتى يومنا هذا٠
وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة عملت المرأة في مجالات كثيرة ومنها ما يتطلب أعمالاً مجهدة كانت محصورة على الرجل.. واليوم نقف أمام عمل حياتي لم تعتد عليه من قبل، تقوم به لمساعدة زوجها، كعملها “سائق تكسي أو دراجة أو أي واسطة نقل عام”.
وها نحن نقف أمام السيدة دانا التي تعمل سائق تكسي عمومي في دمشق، في الوقت الذي ترفض فيه مجتمعاتنا عادة انخراط النساء ببعض الأعمال المتعارف عليها بأنها خاصة بالرجال، مبينة أنها لن تدع لبعض العادات والتقاليد أن تقف عقبة أمام رغبتها في العمل، مقابل الظروف الضاغطة على الفرد والمجتمع، مشيرة إلى قدرة المرأة على تحمل الأعباء وتحقيق الذات وتحمل المسؤولية.
وأشارت إلى أن هناك نساء تحدين الصعاب وعملن كسائقات تكسي عمومي وأعمال أخرى لمواجهة تقلبات الحياة، من أجل العيش الكريم، مؤكدة أن قيادة المركبة العامة كمهنة لا تصعب على المرأة أثناء مزاولتها بل تحتاج شخصية قوية وإرادة.
وعند سؤالنا لها عن نظرة المجتمع وكيف واجهت نظراتهم المختلفة.. أوضحت أن البعض تفاجؤوا والبعض الآخر رحبوا بهذا الأمر، وهناك من كانت نظرتهم مليئة بالاستغراب والدهشة، وهذا لم يؤثر على عزيمتها لعملها، وبالتالي لا أحد يقف على تقليب فكرها لطالما النساء هن مساندات للرجال حسب تعبيرها.
وقالت: إن هذا العمل يمنحها دخلاً مادياً جيداً، و”التكسي” أصبحت بالنسبة لها بمثابة شريك العمر، فهي تشعر بالرضا لأنها تجد في عملها مصدر رزق وفخر لها ولمن حولها من عائلتها.
هكذا هي المرأة السورية تبقى دائماً سنداً وداعماً لنفسها وأسرتها ومجتمعها إلى جانب أخيها الرجل تتحدى الظروف وتعشق الحياة.