الثورة – تحليل ريم صالح:
هو سيل الحقائق الجارف يمضي قدماً، ويتدفق بقوة، ليعري كل ما جهد مجرمو الحرب الإسرائيليين تصويره، وتقديمه للرأي العام العالمي من قلب للحقائق على الأرض، والتسويق لأنفسهم بأنهم ضحية، وبأنهم يدافعون عن أنفسهم، وبأن المقاومين الفلسطينيين لم يمرغوا أنف المحتل، ومستوطنيه في وحل الهزيمة، ولم يذيقوه مرارة الخوف والهلع من الرشقات الصاروخية المركزة والمكثفة، بينما هذا محض افتراء، وكذب، وتدليس لا أكثر ولا أقل.
وهنا يكفينا أن نستشهد بما سبق وأورده إعلام العدو بأن جنود الاحتلال يشعرون بأنهم بط في ميدان الصيد، وبأنه تم تسجيل ارتفاع بستة أضعاف على الأقل في المكالمات الهاتفية للحصول على مساعدة نفسية، وبأن أكثر من ٣٥٠ من جنوده قتلوا بينما هناك ١٤٠٥ مصابين إسرائيليين منذ بداية العدوان على غزة ليتأكد المثل القائل بأنه من فمك أدينك، وبناء عليه فإن الاحتلال الإسرائيلي، وعلى لسان ماكينته الإعلامية أقر بحالة العجز والهلع التي تعتري متزعميه، وجنوده، ومستوطنيه.
فلا قبته الحديدية بقادرة على أن ترد صواريخ المقاومة، ولا تعزيزاته العسكرية بقادرة على قلب المعادلات على الأرض، ولا استهدافه الممنهج للأطفال، والنسوة، والمرضى الفلسطينيين، والمشافي، والمدارس، والكنائس، والمساجد، والمقابر بقادر على أن يغير من حقيقة أن أوهام الكيان الإسرائيلي تتبدد، وبأنه إلى زوال، وبأنه ومستوطنيه وجنوده كل يتلمس رأسه، خوفا مما هو آت، وبأن المستوطنات إن لم نقل كلها فمعظمها باتت خاوية، فالمقاومون الفلسطينيون قلبوا الطاولة في وجوه من سبق وراهن على آلة الإجرام الإسرائيلية، فصاحب الأرض، والحق الفلسطيني، سينتصر لا محال، فيما المحتل الإسرائيلي سيخرج مدحورا مهزوما يجر ذيول العار.