غزة في أتون النار.. والعيون..

الملحق الثقافي- خالد حاج عثمان:
غزّة غرة فلسطين في القلب في الروح…نبض لايهدأ…لايستكين…
ساعد أسمر جبار…صادق البندقية..لايلين..لايستكين..
قد أقسمت غزة لتنتصرن وماحنث يوماً باليمين…
بطولاتها تسطرها النساء قبل الرجال..
الأطفال قبل الشباب..
الشيوخ قبل اليافعين..
غزة غرة المقاومة في فلسطين…
ترى كيف يراها المبدعون..
كيف يصورنها..
شهاداتهم كيف يسطرون ؟
-غزة البقعة المقاومة المباركة..:
الشاعرة عائشة السلامي ..سورة:
غزة هي العضو الحي في فلسطين هي البقعة المباركة في المقاومة هي الأرض التي تُنبت أبطالاً تحت جنازير الدبابات و هي التي أسرت خنازير الشتات.
هي أم الأمهات الثكالى وهي أم البنين وأم البنات الكل فيها يرى نفسه شهيداً أو مشروع شهيد ولأول مرة في التاريخ شهداء يحملون شهداء وشهداء يدفنون شهيد.
غزة هي الركن المقدس من الأرض المطهرة التي غرست في شبر طفلاً فغداً يستسقى بوجههم الغمام ويقومون كقيامة الفينيق من تحت الرماد ليكونوا لغماً ينفجر عند أول خطو الغزاة.
لله درك يا غزة حين تفقأين في كل لحظة عين العرب لتنادى بملئ الصوت يااااا رب
– في غزة دمار شامل
تتحدث الشاعرة هالة الغضباني من (تونس) عن الدمار الشامل..:
نسف المباني و الوحدات السكنية كاملة فأقول: مخيم جباليا
أتحدث عن الإبادة الجماعية للرضع،الأطفال ،كبار السن و اضمحلال فرص الحياة فأقول مستشفى المعمداني
إن الوضع المعيش في غزة صعب للغاية إن لم نقل مزر بعد تهجيرهم و فصلهم عن المرافق الحياتية حتى اضطروا إلى الالتجاء للبحر للاستحمام و غسل ثيابهم ناهيك عن الوجوه الشاحبة و البطون الفارغة و القلوب المرتجفة جراء القصف المتواصل و مهما حاولنا نقل الصورة فلن نستطيع تجسيد الواقع كما هو حقا.
في غزة صور الرعب فاقت الوحشية ..
هذا ما أشارت إليه الأديبة التونسية( أسماء الحاج مبارك) عارضة لصور وحشية بحق أهلنا في غزة لاتصدق:
صرختي الحبيسة
بصوت عال.. أناديك يا أمي
فما سمعت غير رد الصدى..
صرخت أين أنت يا «ليان»
ردت لا تجزعي أنا هنا
اطمئني ها أنا أرتب حجابي
أمسك بكتابي و قد كتبت اسمي
بكل مكان بجسدي و هذه توصيات أمي
بحرص شديد و حرقة بليغة كي يجمعون
أشلاءنا إن مزقتنا القذائف
و أنت و أنت يا «بتول «
أنا نقشت اسمي بحبر الآلام
و دمي النازف يروي الثرى
ناديت أمي ثانيًا و ثالثًا و ألف الآلاف
من الأصوات من الصرخات من الدعوات
لكن ما من مجيب يسكت لوعاتي
يكفكف دمعاتي يلملم شظايا روحي المنكسرة
من يوقف نزيف المرارة فقد بح صوتي
و خارت قواي من شدة النزف
غابت عني كل الأصوات إلا دوي الطائرات
والقصف الجنوني العنيف فقد استهدف
الأطفال و النساء والشيوخ
استهدف الجميع دون استثناء
حاولت أن أقوى على الأوجاع
و ألملم شتاتي و انطلقت أبحث عن أمي
عن إخوتي و كلي صمود أمام نفسيتي المدمرة
أمام عجزي أمام مشاهد مرعبة
أطفال نساء الكل أشلاء
بتر برك من الدماء
أبرياء شهداء
يا ربي ألهمني الصبر
أ أقوى على استشهاد والدي منذ فترة وجيزة
أم أقوى على فقدان عائلتي أهلي جيراني
خلاني و كل الأحباب
هذه أمي و هذا أخي يونس بين ذراعيها
يغطي جثثهما الركام بالكاد التعرف عليهما
و هذي ليان قد استشهدت هي أيضاً
تعانق المصحف الشريف
و بقيت هنا شاهدة عيان لهذا الدمار
لهذا الحصار لهذا القصف الرهيب لهذه المجازر
شاهدة عيان لنداءات الاستغاثة دون جدوى
لا من مجيب لا من ملبي للنداء لا مغيث
منذ بدء الهجمات و نحن نحيا على أهبة الاستعداد للاستشهاد
كيف لا و نحن ضحايا المذابح الجماعية
المتواصلة كي تزهق أرواحنا و تهشم رؤوسنا
و تخترق الشظايا بطوننا و قلوبنا
إلى جانب الهدم المبعثر على أجسادنا
من بتر و فقدان للأطراف
اعتدنا الموت فلا نسمع الا التكبيرات
و تتالي الجثث من تحت الأنقاض الجثة تلو الجثة
كل هذا الدمار يخزن بذاكرة كل غزاوي كل فلسطيني
كل عربي شريف قد آمن بالقضية الفلسطينية
اجتماعية إنسانية عقائدية
بل قابعة نصب الأعين إلى يوم النصر
كل هذه المجازر تضاعف العناد والإصرار
والتمسك بالأرض و العرض إلى يوم العرض
لتبقى معادلة يصعب على كل المطبعين
الخائنين فك رموزها
إنها صفقة صفعة صرخة مدوية
صيحة فهل تليها صحوة العرب؟
-انهضي غزة..
هكذا عنونت الشاعرة خديجة شما من سورية شهادتها:
هي غزة!!
هي العزة والشهامة
أم الأبطال والشهداء شربوا الشهادة من الصغر
أطفالها بلا طفولة وشيوخها بلا كهولة
انهضي غزة انفضي غبار عدو تمنطق بالغدر والخيانة وأنكر مواثيق مسطرة من نار

انهضي غزة جهزي خيلك فأبطالك رجال الموقف وحماة وطن الأشراف بإيمانهم وعزيمتهم سيندحر المعتدي يجر ذيول عار يسجله ببصمته التاريخ هنا نحن خذلان لكل أفاق سأتي اليكِ أفر الى عينيك أشم عطر روائحك من فوق مآذن وكنائس قدسك تصم آذانهم ب يا جبار
يا الله هنا غزة هنا قدركم ليشهد الله والعالم أجمع
وأصلي لتبقي نوراً وتبقى الروح
مجللة في كل صلاة
أيها الغاصب مهما دمرت مهما قتلت لن تقتل حرفي أو تهشم كلماتي سأرميها بذور تنمو في كل بقعة
تتنفس روائح عطر غزة تسكن دمائي قمر ضياء تشرق مع أنفاسي قصيدة
روحي سكنت اسمها غزة ! لكِ الله لكِ الله أم الأطفال أم الشهداء بالروح أنت والبال أبعد..ذلك يسألون عن غزة من تكون !!!!
*- ما أخذ بالقوة لايسترد بغيرها..»
ملك حاج عبيد» قاصة وروائية ..سورية..تشهد قائلة:
فتحنا أعيننا على قضية فلسطين فتشربت قلوبنا حبها
تابعنا القضية من الطفولة إلى أن بلغنا من العمر ما بلغنا وإن بقيت لنا أمان في هذه الحياة فأنبلها عودة هذه الأرض إلى أهلها الحقيقيين.
عندما كنت في الجامعة فكرت بترك الدراسة والانضمام إلى الفدائيين ثم أجلت الفكرة لما بعد التخرج وبعدها جرفتني الحياة الٱن أشعر بالندم ليتني ذهبت واستشهدت بدلاً من الإحباط الذي نحسه تجاه حياة القهر والعجز التي تعيشها أمتنا من محيطها إلى خليجها، ماعاد باستطاعتنا أن نفرح ماعاد باستطاعتنا أن نضحك حتى أحزاننا بدت تافهة أمام ما يعانيه إخوتنا في غزة وفي الضفة الغربية قلوبنا معهم ولكننا عاجزون عن الفعل وهذا أقسى أنواع القهر، ليتنا نستطيع أن نوصل لهم ماء أو طعامًا أو دواء او سلاحاً ليتنا نستطيع أن نذهب إليهم ونقاتل معهم.
عندما نعود بذاكرتنا إلى الوراء إلى سنة ١٩٥٦ أثناء العدوان الثلاثي على مصر كان الوطن العربي شعلة من الثورة، الأمة العربية كلها مع مصر، السوريون قطعوا أنابيب البترول الذاهبة إلى الغرب جول جمال اخترق بطوربيده المدمرة الفرنسية جان بارت، أين الشعوب العربية الآن ؟ أين الحكومات العربية الآن، مظاهرات خجولة في بعض المدن العربية لا ترقى إلى المظاهرات التي نراها في عواصم الغرب.
مواقف الدول العربية مخجلة.. تشعر العربي بالألم أين دول التطبيع من المجازر التي تجري في غزة لماذا لايقطعون العلاقات لماذا لايطردون السفراء ؟لماذا يكتفون بدور المتفرج ؟
حاملة الطائرات والغواصة الأميركية وصلت إلى شرق المتوسط جاءت لنجدة الباطل فهل من فدائي مثل جول جمال يدرأ الموت عن أطفال غزة ؟ هل من طائرة كاميكاز تمنح الحياة لأطفال غزة.
في مقابلة مع أحد أطفال غزة سأله المذيع شو حاب تصير بالمستقبل فكر الطفل قليلاً ثم قال وفي عينيه حزن عميق؛
_ نحن أطفال فلسطين مامنكبرش بأي لحظة ممكن ننطخ وإحنا ماشيين يمكن نلاقي حالنا مطخوخين هيك نحنا بفلسطين
كم هي مؤلمة هذه الإجابة وكم هو مؤلم أننا عاجزون عن توفير الأمل بالحياة لهذه البراعم الغضة.
كل الأمل بأن ينتصر الحق على الباطل كل الأمل بشعب الجبارين أن ينتزع حريته بيده.
تحية للمقاومة الفلسطينية الباسلة فما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله…
*-أنتم المارون العابرون..
ونحن الباقون..
هكذا توصّف الشاعرة «نور العيون أحمد « واقع غزة وفلسطين في شهادتها قائلة:
من إيحاء الشعر ؟؟؟
للشاعر( محمود درويش)
أيها المارون فوق حدودنا
دنستم مسجدنا
دمرتم أرضنا بجهلكم وغدركم
وأفكاركم القاهرة
هذه أرض أجدادنا
ومسرى نبينا
هذه أرضنا الطاهرة
هي فلسطين الجريحة بغى فيها الكفرة.
أيها المارون فوق ترابها
هي تربة الأنبياء الطاهرة
هي عشق الحنين
هي صلاة التائبين
هي الأقصى
وقبة الصخرة
أيها المارون فوق أرضنا سنسحقكم
بسيوفنا وأقلامنا
سنعيد القدس مهما خسرنا من أجيالنا
بالسيف بالحجر
نحن أمة لاتخاف ولاتستهاب الا الله
هذه أرضنا
وشجر زيتونها لنا
لن تستطيعوا قلع جذورنا
فنحن الحاضر والمستقبل
وسنرجعها بسواعدنا برجالنا وشيوخنا
بأطفالنا
أيها المارون فوق أرضنا لم تمروا على أجسادنا
فالقدس عربية وستبقى لنا…
– آخر البوح-
وهكذا….توالت شهادات المبدعين في غزة..أبطالها..شهداؤها..أهلها..أطفالها.. شيوخها..نساؤها..شجرها حجرها….
لن ينتهي الكلام ياغزة…ولن ينضب نبع البوح طالما سكناك في العقل والقلب ياغزة والروح.                           

العدد 1167 –  14-11-2023   

آخر الأخبار
مهمة طارئة لمكافحة حرائق المحاصيل في تل أبيض ورأس العين اللبنات الأولى للمنطقة الحرة في إدلب وميناء جاف علوش لـ"الثورة: خطوة اقتصادية واعدة تعزز التنمية الأفراح تحت رحمة الرصاص.. فوضى السلاح تهدد أمن المجتمع دمى "الكروشيه" تحمل رسالة محبّة إلى العالم صناعة الكراهية والخطاب الطائفي.. تهديد للمجتمعات المحامي برجاس لـ الثورة: ضرورة وجود قانون واضح ومح... ألم تشبع الأرض من دماء السوريين؟! المستقبل لا يبنى على الكراهية والانتقام "أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية