الثورة:
ديب علي حسن:
بعد توقف، ربما لفترة ليست طويلة، يعود الشاعر عيسى درويش إلى محراب الشعر وصومعته بعد أن هجرها لفترة كما أسلفنا.
ربما كانت تعتيقاً للشعر في دنان اللغة، بعد أن نضجت التجربة في معترك الحياة، وأعطت أعمالاً إبداعية مهمة كانت نتاجها أكثر من مجموعة شعرية نذكر منها:
1ـ قصائد في الحب والوطن (القاهرة ـ بيروت ـ دار الكتاب اللبنانية).
2ـ على ضفاف النيل (القاهرة ـ بيروت ـ دار الكتاب اللبنانية).
3ـ شاعر في المقهى (القاهرة ـ بيروت ـ دار الكتاب اللبنانية).
4ـ قصائد من دفتر شاعر (القاهرة ـ دار النهضة مصر).
في القصة والرواية
1ـ أقاصيص ريفية ـ دار طلاس دمشق.
2ـ حكاية على جدار الزمن ـ دار التكوين ـ دمشق ـ رواية.
3ـ رماد الأيام ـ قصص قصيرة ـ دار بعل ـ دمشق.
4ـ الحب في زمن الخيبة ـ تحت الطبع ـ رواية
وفي الأبحاث
1ـ العرب والمستقبل ـ دار نهضة مصر ـ القاهرة.
2ـ الصناعة والنفط ـ وزارة الثقافة ـ دمشق.
3ـ العمل والإنتاج ـ الاتحاد العام للعمال ـ دمشق.
ولابد من الإشارة إلى أنه أصدر منذ فترة ربما لا تتجاوز العام والنصف مجموعة حملت عنوان: “تساؤلات”، وكانت محط اهتمام وتقدير المتابعين فهي تغوص في فلسفة الحياة والقدر والمصير.
واليوم يصدر مجموعة ثانية حملت عنوان: “رسائل في العشق”، كتب مقدمتها الدكتور صلاح الدين يونس: ويقول في المقدمة، بعد التوقف عند أدب الرسائل ومحطاته في الأدب العربي شعراً ونثراً: أما رسائل عيسى درويش فهي رسائل وجدانية، وبالرغم من وجدانيتها فهي تحمل رسائل مضمرة.
تتكشف لك كلما كانت قراءتك غير شعرية، ويكاد درويش يمارس لعبة الحداثة على الرغم من الوزن والقافية ومن معالم ذلك غياب عناوين القصائد في المجموعة وإنابة الأرقام مكانها.
وحسب يونس- أراد أن يغيب العناوين لإزاحة الفوارق بين القصائد.
ولابد من الإشارة إلى أن تجربة الشاعر درويش لاقت صدى طيباً عند النقاد العرب، ومن هؤلاء الشاعر والناقد العربي المصري فاروق شوشة الذي كتب عنه قائلاً:
وعيسى كما يقول فاروق شوشة:
(درويش من أعلام سورية الذين جمعوا بين العمل الدبلوماسي والأدب جنباً إلى جنب، أشعاره تصدر عن حسٍّ صادق مرهف، يستوحي أشعاره من الواقع بأبعاده المختلفة التي تشمل الكون والطبيعة والنفس والحياة والمجتمع، الزمن عنده وحدة مضفورة الخيوط في ثلاثية الماضي والحاضر والآتي.
ويضيف في مقدمة ديوان “قصائد في الحب والوطن”
عيسى درويش شاعر ينتمي إلى شجرة الشعر العربي في سورية بكل خصائصها وملامحها المتميزة، هذه الشجرة الراسخة الجذور في الذاكرة الشعرية العربية الموفورة العطاء في كل لون وطعم ومذاق والتي أعطت لديوان الشعر العربي- عبر العصور والأجيال- موجات من المبدعين الكبار عزفوا أنغامهم في أصالة وابتكار وكانوا دوماً رواداً للكلمة الجميلة والإبداع المتجدد والخيال المجنح والصورة الشعرية المفاجئة.
ويمضي الشاعر فاروق شوشة قائلاً: عيسى درويش واحد من هؤلاء، لكنه يختلف عنهم من حيث المزاج الشعري، فهو ليس شاعراً محترفاً يضنيه أن يقول في كل مجال ويشغله أن يؤكد صوته في كل مناسبة، بل هو يقول على هواه، ويعتبر نفسه هاوياً في حديقة الشعر يتأمل ألوانها وعطورها ويتذوق جمالها وتشكيلها ويضيف إليها بين الحين والحين لمسة جمال أو دندنة لحن أو طرفة بث ومعاناة، وهو في كل ذلك كما تقول لنا صورته في شعره لا يحفل بأن يكون ولوجه في عالم الشعراء أمراً بالغ الدقة والصرامة، حسبه هذا المزاج الشعري المواتى والمسعف من التشكيل بالكلمات وحسبه أنه يغني لنفسه أولاً وللصفوة النادرة من أحبائه.)
وبالعودة إلى المجموعة الجديدة فهي تقع في ١١٣ صفحة من القطع المتوسط صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق وتضم ٥٢ قصيدة كلاسيكية.. وكما سابقتها ( تساؤلات) جاءت دون عناوين وهذه ملاحظة توقف عندها الدكتور صلاح الدين يونس وحلل دلالاتها الحداثية.