رشا سلوم:
تشغل الحكاية الخيال وتدفع به نحو آفاق جميلة عند الكبير قبل الصغير، فكيف إذا كانت تحمل قيماً تربوية جميلة هادفة وسكبها من يرويها بحبر إبداعه الجميل، وتزداد الجمالية حين تحمل القيم التربوية والتعليمية.
من هنا يمكن القول: ليس كل كاتب قادر على أن يقدم للطفولة حكايات جميلة، مع أن الكثيرين استسهلوا الكتابة للأطفال وظنوا أنها مجرد عمل إبداعي لا يحتاج إلى موهبة.
نتوقف اليوم عند حكاية جميلة موجهة للأطفال، خطها كاتب تمرس بالعمل الإبداعي، هو الروائي أمين الساطي، الكاتب السوري المعروف الذي في جعبته العديد من الروايات.
الحكاية صدرت في دمشق وحملت عنوان: الأمير والحوت الأزرق.
تبدأ باحتفال يقيمه ملك جزيرة المرجان في قصره بمناسبة عيد ميلاد ابنه يودا، وقد بلغ الحادية عشرة من عمره، على قالب الحلو حوت زهري صغير من البورسلين، يشير إلى أن الطفل من مواليد الحوت.
ينشغل الطفل بالحوت، ويحاول أن يعرف كل شيء عن الحيتان الزرق التي هي أكبر الحيتان، وهنا تبدأ الحكاية بخروج الطفل إلى البحر لمعرفة الحيتان.
يوظف الكاتب كل حدث في مغامرة الطفل لتقديم معلومة علمية أو بيئية بتسلسل جميل وجذاب إلى نهاية المغامرة الشائقة، والتي تحبس الأنفاس وهي مكتوبة بلغة جميلة وسهلة.
اللافت أن لوحات المجموعة رسمها حفيد المؤلف ويحمل الاسم نفسه وهي جميلة وجذابة.
القصة مكتوبة بإتقان كاتب أجاد ما أراد تقديمه.