«فانتازيا» أوباما والبيدق الأوروبي!!

ثورة أ ون لاين – بقلم رئيس التحريرعلي قاسم:
لا أحد بمقدوره أن يتكهن بشعور الرئيس أوباما وهو يلعق حديثه عن «فانتازيا المعارضة المعتدلة» لتكون بيدقه المعتمد في حربه العتيدة على الإرهاب، في وقت لم تعلّق أوروبا على استبعادها عن اجتماع جدة, حالها في ذلك حال الكثير من الدول المجهرية التي اعتادت الحضور في كل مأدبة أميركية،

ولم تبرر كما لم تطلب وفق آخر التسريبات تفسيراً, ولا توضيحاً، وابتلعت لسانها على ما ورد في خطة اوباما من متاهة النفخ الأميركي في أدوات ومرتزقة تكتوي أوروبا بهواجس الخوف والرعب والهلع من رحلة عودتهم، ومرارة الخشية من الفشل من تجريب المجرب!!‏

لكن ذلك لم يحل دون إثارة أسئلة إضافية عن ملامح الاستفراد الأميركي وما يقتضيه، في وقت كانت تفترض حالة الصخب والضجيج أن يفاخر الأميركي كما جرت العادة بعدد الحلفاء والأتباع والأدوات التي يستطيع حشدها دون أن ينسى تعمّد التضخيم في صور الهرولة والتدافع المرافقة.‏

في المشهد المتداول تتحضر أوروبا لمقتضيات ومتطلبات الطور الأخير من رقصة الأدوار على منصة المذبح الأميركي بحثاً عن الفتات المتبقي لها على وقع العودة الأميركية المباشرة لقيادة الجوقة في المنطقة, وإعادة الاستحواذ على النفوذ, وترتيب مراكز الحلفاء ومهامهم الوظيفية داخل أروقة المصالح المتضاربة, التي استدعت في الحدّ الأدنى إعادة التفرّد الأميركي إلى المنطقة، وإخراج الأوروبي إلى العربات الخلفية، مستعيداً مقاعده في الزوايا المهملة أو الاحتياطية في أفضل الحالات.‏

فوجود الأوروبي الضمني والمحسوم سلفاً داخل التحالف الأميركي، لم يكن يبرر في المعيار السياسي أن يلتقي كيري هذا الحشد من وزراء الخارجية العرب مع تركيا بمذكرات جلب مستعجلة مقابل غياب الأوروبيين جميعاً، والذي خطّ الكثير من الرسائل المتباينة، وقدّم قراءة متناقضة في التداعيات المرافقة التي استدعت رداً فرنسياً في زيارة هولاند لبغداد لتحسين موقعه داخل التحالف، أو في الحدّ الأدنى إبداء نوع من المشاغبة على المسعى الأميركي، في حين تزداد بريطانيا تردداً.. وتنأى ألمانيا بنفسها!!‏

على المقلب الآخر كانت أدوات التحالف الأميركي في المنطقة تتحرك في الهوامش المحدودة التي تركتها فراغات السياسة الأميركية، لتعيد إنتاج أدوارها الوظيفية، وفقاً لمقتضيات الحضور الأميركي المباشر في عودة إلى المربع الأول، وما يقتضيه من إحياء للأوراق القديمة بما فيها تلك المحترقة والتي فقدت صلاحية استخدامها منذ وقت طويل، حيث المرتزقة و«فانتازيا أوباما» حصان لعودة الأميركي وإرهابيي النصرة حملة رايته!!‏

في المحصلة لا تفسد الخلافات في الحسابات التفصيلية بين الحلفاء لودّ الدور قضية، إذ تشكل في نهاية المطاف تفاهماً قسرياً لا يحتمل حتى النقاش ولا الجدل في مسلّماته التي افترضت أن العودة الأميركية تتطلب في الحدّ الأدنى تحجيماً هنا وتدويراً للزوايا هناك، وربما استبعاداً أو تحييداً في مكان آخر بحكم أن ثقل الحضور الأميركي المباشر يفرض ضغطاً إلزامياً على المساحات الممنوحة للأدوات والحلفاء على حدّ سواء، حيث تبطل الحاجة إلى أدوار، وتقتضي التقليص في أخرى.‏

لكن هذا.. في الفهم الأوروبي وفي المعادلات التي أنتجها، اقتضى تبرّماً واضحاً وصريحاً وأحياناً ما يشبه الامتعاض المضمر من الحركة الأميركية، لأن الأوروبي الذي بنى وجوده على مدى السنوات الماضية على ملء الفراغ الحاصل نتيجة الغياب الأميركي يجد نفسه خالي الوفاض وقد عاد إلى دور ساعي البريد المحال إلى التقاعد أو المدرج على لائحة الانتظار.‏

فيما تُحضّر على طاولة الأميركي اليوم وجنباً إلى جنب مع أدواته المنتجة للإرهاب ما خلصت إليه محاصصات السنوات الماضية، لتكون المخفر الأمامي في خطة أوباما، حيث «الفانتازيا» تتفوق على سواها في رحلة تعويم أدواتها وإعادة فرضها على خارطة المنطقة وفق إحداثيات.. حواملها الأولية التنظيمات الإرهابية وما بطل منها في فصل جديد من متاهة الغوص داخل كهوف النفاق بلبوسه الجديد وعدّته المجددة.‏

في الخطوط العريضة قد تُبدي أوروبا رغبة في مخاصمة الأميركي أو مناكفته، لكنها في التفاصيل الجزئية لا تتردد في الالتصاق الكلي واللحاق به، وإذا كانت بعض المشاغبات رسالة عتب فإنها قابلة للسحب من التداول، بدليل أن الخبرات التي ستقدم لمعسكرات التدريب التي أنشأتها السعودية لإرهابيي النصرة ومشتقاتها ومفرزاتها التي غابت محاربتها من التداول، ستكون من البيوتات الأوروبية، وهي التي تحاول هضم مصيدة استبعادها التي اقتضت في هذه اللحظة أن تكون بيادق متأخرة، وربما احتياطية على الرقعة الأميركية.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
"السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S الدفاع المدني يناشد الأهالي تجنب مخاطر مخلفات الحرب ArabNews: الشرع يبحث اتفاقية دفاع مشترك مع أردوغان تركيا: توقيف 46 شخصا على صلة بتنظيم "داعش" الإرهابي بيدرسون يرحب بتأكيدات الإدارة السورية على بناء الدولة على أسس جامعة