الثورة:
تحول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة المنكوبة من مستشفى عادي يستقبل المرضى إلى هدف إسرائيلي لإعلان نصر مفقود بعد الفشل في إطلاق سراح الأسرى أو العثور على مقاتلي المقاومة الفلسطينية أو مراكز قيادتها.
“إسرائيل” التي بدأت البحث عن نصر مفقود وضعت السيطرة على المستشفى عنواناً لسقوط غزة لما له من رمزية في معالجة الأطفال الخدج والشيوخ والنساء والمرضى وإيوائه آلاف اللاجئين والنازحين عن بيوتهم وكونه تحول إلى منصة إعلامية للمؤتمرات الصحفية التي أطلعت العالم على ما يجري على أرض غزة فضلاً عن بنائه لشراكات قوية مع المنظمات الدولية والصحية.
ولم تفشل “إسرائيل” في التدمير بواسطة القصف من الطائرات لكن فشلت في الاقتحام البري وهي تتكبد خسائر كبيرة في المعدات والدبابات وناقلات الجند وقتلاها بالعشرات يومياً وتقدمها في غزة بمئات الأمتار يومياً ليس أكثر رغم الدمار الهائل ومحو مربعات سكنية بأكملها.
وتروم “إسرائيل” بهذا الاقتحام إقناع الرأي العام الإسرائيلي أنها تحرز تقدماً، حيث حرصت على رفع العلم الإسرائيلي فوق المجمع أولاً، وثانياً لإعطاء تبريرات للمجتمع الدولي الغافل عن مجازرها، بأن استهداف المشافي مشروع لها كونها مراكز للمقاومة.
لكن الاقتحام يفتح نافذة جديدة لزيادة الانتقادات الدولية للكيان الإسرائيلي، وزيادة الضغط عليه، في حال عدم قدرته على تقديم أدلة تعزز روايته وهو إلى الآن عجز عن ذلك وكل ما قدمه هراء لا يرتقي إلى مستوى الدليل.
الاقتحام في أحد وجوهه يمثل اختباراً لمصداقية المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها “إسرائيل”، خاصة بعد نشر الكيان الإسرائيلي مقطع فيديو لما يزعم أنها “غرفة عمليات” تحت المستشفى.
الكيان الصهيوني لم يأبه إلى اتفاقيات جنيف في حماية المستشفيات والمنشآت الطبية والمرضى والجرحى والطواقم الطبية، والمدنيين من أصحاب الأمراض المزمنة من الشيوخ والأطفال والنساء بل حولها إلى ثكنة عسكرية.
الحقيقة واضحة وتخبرك بالفشل الذريع الذي بات ينتشر على أطراف العملية العسكرية من جهة والانتقادات اللاذعة من قبل الشعوب وما المظاهرات المطالبة بوقف المجازر في أنحاء العالم إلا دليل على ذلك الفشل.
جمال ظريفة