خطوة مباركة .. وهي في الحقيقة مفاجئة أيضاً، تلك التي أعلن عنها اتحاد غرف التجارة السورية مؤخراً والمتمثلة بالتوسع باتجاه الأدوار الإنسانية والاجتماعية والاستثمارية، ويَعِدُ بانتقال نشاطاته إلى محافظات أخرى عبر إطلاق مبادرات عمل من شأنها خلق حالة راقية من الأثر المجتمعي والإنتاجي، وذلك عبر مساعدة ودعم الجمعيات والمبادرات الأهلية بما يسهم في خدمة الوطن بشكل حقيقي ومؤثر، والنشاطات الاستثمارية ستكون عبر المساهمة في إنشاء شركات يجري التحضير لها حالياً وأهمها في مجال الطاقة البديلة ولن يتأخر الإعلان عنها.
نحن على يقين أن اتحاد غرف التجارة ورجال الأعمال الأشداء المنضوين تحت لوائه قادرون على أن يفعلوا الكثير وأن يُحركوا ذلك الركود المزمن الذي يجتاح العديد من المناطق المتعطشة للعمل وللفرص المجدية، وفكرة الاتحاد اليوم أشبه بتنبؤ الأرصاد لزخات مطرية طالما انتظرتها الأراضي العطشى المستعدة دائماً للكثير من العطاء والإنتاج عندما يصل المطر.
ومطر اتحاد غرف التجارة سيكون عبر تلك الشركات المأمولة التي يجري التحضير لها حالياً، وسيجد الاتحاد أن إقامة شركات الطاقة البديلة في العديد من المحافظات سوف تفتح المجال واسعاً لولادة الكثير من الأعمال التي تحتاج إلى شركات أخرى تنظم وتدير تلك الأعمال المحدثة، لنكون أمام سلسلة من الأعمال المتلاحقة والمكمّلة لبعضها والقادرة على إحداث أعمال جديدة باستمرار، وبالتالي التصدي لمعضلة البطالة وخلق الكثير من فرص العمل، وسيجد أن عجلة الاقتصاد قد تحركت أكثر، والإنتاج يزداد ازدهاراً لتعم الفائدة على الاتحاد ورجاله، وعلى الجميع.
جميل هذا التوجّه الجديد لاتحاد غرف التجارة، وهذا التلمّس الموضوعي لما آلت إليه ظروف البلد التي رأى الاتحاد – عند الإعلان عن مبادرته – بأنها تستدعي استنهاض الهمم وتبنّي الأفكار الخلاقة التي من شأنها تحقيق الارتقاء بالعمل وتوجيهه نحو خدمة الوطن والمجتمع.
وبالفعل تستدعي استنهاض الهمم، والأهم من ذلك أن الاتحاد سيجد أمامه هِمَماً مُستنهضة ومتحفزة ذات إرادة صلبة، تحتاج فقط إلى إرادةٍ تُلاقيها، لتكتمل الإرادتان وتصيران قادرتين بالفعل على خدمة الوطن ونموّه وازدهاره.
يبدو أن ثمة محركات جديدة فاعلة ومشبعة بالحيوية قد دخلت إلى اتحاد غرف التجارة، وبادرت إلى هذه الخطوة التي لن تجعله مقتصراً على حالة النأي والخمول والاكتفاء بالقضايا الإجرائية البسيطة والبروتوكولية، كي ينتقل من خلالها إلى حالة رائعة من الحيوية والفاعلية وصناعة الآمال والأحداث المؤثرة التي ستعزز بالفعل من مكانته ودوره وحضوره المتميز والقوي على مستوى البلد كله، ويعترينا الأمل بأن تبادر الحكومة إلى دعم توجهات اتحاد غرف التجارة وتقديم كل التسهيلات الممكنة لإنجاح مبادراته، وأن لا يسمح الاتحاد لأي برودة بالتسلل إلى حرارة ما ذهبَ إليه، كي لا يفقد لذّة الحصاد الوفير الذي سيحصل بعد حين.