التناقضات الثقافية والمجتمعية التي نعيشها كلّ يوم في ظلّ متغيرات لا تتوقف تضعنا في رحلة بحث عن الذات لا الفردية فقط، بل والجمعية نتوارى فيها خلف قيود مسبقة وقوالب جاهزة، طالما ندورفي المكان ذاته نبقى عالقين فيها نهمش الجوهري ونبحث في قشور نعتقد أنها ستمكننا من فعل مغاير.
ولكن ألا نحتاج للانفكاك المختلف إلى بوابات فكرية جريئة نتخلص فيها من الاعتيادي في عصر تتبدل هوياته،ونتجرد من خصوصياتنا باتجاه انفتاح ثقافي بقدر إعجابنا به، إلا أنه قد يكون كهبة ريح يمكنها أن تؤثرعلى الثقافة المحلية إن كانت غير حاضرة بقوة في جمهورها المحلي.
في عصر تمتد أحداثه المعاصرة في اتجاهات شتى لتطال كلّ الأمكنة وتمزجها على مزاجها لنكون أمام ثقافة متشابهة لاخصوصية لها ولكنّها في الوقت ذاته تمرر كلّ معطياتها بطريقة مقنعة وجذابة يهمها أن يعتنقها جيل تربى على شاشاتها اللامعة.
مع مرور الوقت وحين يأتي أوان القضايا الكبرى نكتشف أن كلّ ما يقومون به من تذويب للهويات ومن إلهاء الأفراد بأمور سطحية كلها حركات مدروسة لتغييب العقول و تهميش القضايا الجوهرية.
إلا أن كلّ ما فعلوه أثبت مؤخراً من خلال ماعشناه مع حرب غزة، أنها قضية مغروسة في الوجدان، لم تتمكن كلّ تلك الحبكات من تفتيتها وعزلها عن روح شعب لم تفارقه يوماً،ماعشناه خلال الأسابيع الأخيرة رغم كلّ ماحدث لأهلنا في غزة إلا أنه مدعاة لإعادة النظر بكلّ التأثيرات التكنولوجية التي عشناها مؤخراً، لأن الأثر الواقعي لها يمكن أن يتلاشى حين نحسن تربية جيل على قيمنا وقضايانا التي لايمحى أو يزول أثرها.

السابق
التالي