يبدو الحديث مبكراً فيما وزارة السياحة مشغولة حالياً بإعادة ترتيب بيتها الداخلي، لكن لابدّ من طرح الأفكار مع انطلاق الموسم السياحي علها تساهم في التطوير والخروج من عباءة السياحة للترفيه فقط، فمنظورنا السياحي ينبغي أن يتجه اليوم إلى تعزيز التنوع والاستدامة في الوصول إلى منجز سياحي قادر على تلبية الاحتياج، واستغلال المتنزهات العامة أو المراكز الترفيهية لتنفيذ البرامج الترفيهية والمهرجانات السياحية والثقافية.
والاهتمام بحضور هذه البرامج في الخريطة السياحية سيحقق الكثير من الأبعاد الاقتصادية والثقافية والترفيهية، فهو يشكّل فرصة لمشاركة الأهالي والمدارس والإدارات والمراكز الحكومية ومراكز التسوق والمؤسسات في تنفيذ بعض النشاطات المجتمعية والمبادرات والبازارات، كما أنه مدخل لتعزيز مفهوم الاستدامة السياحية والتي يستشعرفيها المواطن حضورها في ثقافة المؤسسات، فيولد لديه شعوراً إيجابياً بقيمة هذه المواسم.
ومن جهة أخرى تشكل فرصة مناسبة للتعرف على التنوع الثقافي والبيئي والعيش في بيئات سياحية نموذجية مصغرة، كونها فرصة لتوثيق صلة فئات المجتمع بتراثهم وتعزيزمعرفتهم بفنون المجتمع وتراثه المادي واللامادي.
ما تتميز بها أجواء بلادنا من فرص سياحية متنوعة تشكّل رصيداً ثرياً ومدخلاً مهماً في سبيل تعزيز قيمة السياحة الداخلية في ذات المواطن والشعور بحضورها في حياته اليومية.