يوماً بعد آخر تتسرب إلى أذهان وعقول الشباب بعض الأفكار التي تولد الخوف والرعب حيناً، وتحرض على الفتن والفوضى حيناً آخر، والنتيجة ضياع هؤلاء بين تلك الأفكار والمخاوف، والتي تدفعهم للانجرار وراء أشخاص ليس لديهم الخبرة والتجربة ولا يقدرون العواقب.
ولهذا السبب تسمع في جلسات السمر والسهر والغرف المغلقة أحاديث وأقاويل مجهولة المصدر، وهي فقط “قيل عن قال”، ومحتواها خطابات طائفية وتخوين واتهامات وغير ذلك، وهي بالنتيجة استفزازية لا أكثر، تثير الكثير من الهواجس التي تجعل هؤلاء الشباب يبنون عليها بعض التصورات التي لا أساس لها في الواقع ولا علاقة لها بالمنطق، وتجعلهم يقيسون ما حصل في بعض المناطق عليها.
طبعاً هؤلاء بحاجة لخطاب تعريفي تعليمي وتطميني، يهدئ من روعهم ويزيل تلك المخاوف، ومن خلال هذا الخطاب الذي قد يكون حكومياً أو من جهات مسؤولة لتفنيد ما يقال، وتطهير العقول والأذهان من تلك المخاوف التي قد تجر مجتمعات بكاملها إلى فوضى لا تحمد عقباها، ولاسيما في ظل انتشار الإنترنت ومواقع التواصل التي تشعل نيران الفتن في لحظة، ويكون عشرات آلاف العقلاء عاجزين عن إطفائها.
اليوم وفي مثل هذه الظروف لابد من تغليب لغة العقل،وإطلاق خطاب توعوي تلافياً لأي إشكالات.