ما وراء التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري؟

الثورة – فؤاد الوادي:

على خلفية التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، تحت ذريعة إطلاق صاروخين من مدينة درعا باتجاه هضبة الجولان المحتلة، يبدو الانزعاج الإسرائيلي واضحاً، من التحولات الكبرى التي تجري في سوريا والمنطقة بشكل خاص والعالم على وجه العموم، بدءاً من التفاهمات والانفراجات التي تلوح بالأفق في كثير من الملفات، لاسيما الملفات اليمنية والإيرانية والأوكرانية الروسية، وليس انتهاءً بالملف السوري الذي يعتبر الأبرز بالنسبة لإسرائيل، خاصة بعد الانفتاح العربي والدولي على دمشق والذي بدأت ارتدادته تصل تباعاً وبشكل أشد تأثيراً إلى العمق الإسرائيلي، مع الانتباه إلى أن كل تلك القضايا والملفات كانت تسير تحت الرعاية والعين الأمريكية، وهو الأمر الذي بدا مقلقاً جداً لإسرائيل وبشكل جعلها تهرع إلى تطبيق وإخراج سيناريوهات مموجة وتفتقر لأدنى درجات الحنكة والدهاء السياسي.

وفي هذا السياق، تحدث الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، عن الخشية الإسرائيلية من التغييرات الحاصلة في الشرق الأوسط برعاية ودعم أمريكي، ونقل تلفزيون الجزيرة قوله في حديث للقناة: إن هناك خشية إسرائيلية من فقدان السيطرة الأمنية بغياب مقاربة سياسية، ما سيرتد على إسرائيل ليس أمنياً فحسب، بل إستراتيجياً، مضيفاً إن فكرة تغيير الشرق الأوسط لن تكون لصالح إسرائيل (لافتاً في هذا الصدد إلى اتفاق الولايات المتحدة مع جماعة (الحوثيين) ومفاوضاتها الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

بدوره، أكد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة إدلب كمال عبدو، في لقاء مماثل مع القناة، أن الأمر مرتبط بأجهزة استخبارات إقليمية وعلى رأسها إيران، إذ تبدو منزعجة من الانفتاح السوري مع الولايات المتحدة، وأضاف إن هناك أطرافاً إقليمية تريد جرّ سوريا إلى مستنقع جديد.

وتعليقاً على الهجوم المزعوم، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن الرئيس الشرع “مسؤول مباشرة عن كل تهديد وإطلاق نار تجاه إسرائيل وسنرد عليه بكل حزم في أقرب وقت ممكن”، وفق ما ذكرته ” يديعوت أحرنوت”.

بدورها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي ردّ على مصادر إطلاق النيران من سوريا، وأن طائرات حربية إسرائيلية خرقت حاجز الصوت في الأجواء السورية.

لكن وبعيداً عن ذلك كله تبدو الأهداف الإسرائيلية واضحة من هذا التصعيد الذي يراد منه بالدرجة الأولى إرسال رسالة للأمريكي يعبر من خلالها نتنياهوعن انزعاجه من التجاهل الأمريكي له في الملف السوري، والأمر الثاني هو السعي الإسرائيلي الحثيث لدق إسفين في العلاقات السورية الأمريكية الذي بدأت تتحسن بشكل مضطرد ، وأيضاً عرقلة مسيرة الاندفاعة العربية والدولية نحو دمشق، لكن يبدو أن كل تلك الأهداف الإسرائيلية ذهبت أدراج الرياح نتيجة غياب المنطق والذرائع المقنعة لكل الأطراف بما فيها الداخل الإسرائيلي.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد قصفت ليل أمس وفجر اليوم مواقع عسكرية في القنيطرة وريف درعا، عقب ادعائها سقوط صواريخ من نوع “كراد” في مناطق مفتوحة داخل الأراضي المحتلة في الجولان المحتل، وسارع المسؤولون الإسرائيليون لإطلاق تهديدات بالتصعيد وتحميل الدولة السورية مسؤولية الهجوم الذي تبنته مجموعة مجهولة.

واستهدفت القوات الإسرائيلية مواقع الفوج 175 قرب مدينة إزرع ومحيط تل المال، وتل المحص بين بلدة نمر ومدينة جاسم بريف محافظة درعا، ومنطقة سعسع.

وعقب إعلان سقوط صواريخ في الأراضي المحتلة، تبنى فصيل مجهول أطلق على نفسه اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤولية الهجوم، وللعلم ، فإن هذا الفصيل المزعوم قد تأسس قبل نحو ٣ أيام فقط أي في 31 أيار الماضي، وهذا ما ينسف الرواية والمسرحية الإسرائيلية من جذورها، لجهة أن هناك أياد خفية لتخريب الواقع السوري الجديد الذي ضرب مصالح الكثير من الجهات والاطراف الاقليمية.

لهذا كان الرد السوري في هذا السياق، سريعاً وواضحاً، حيث أدانت وزارة الخارجية في بيان، بشدة القصف الإسرائيلي على الجنوب، معتبرةً أنه انتهاك صارخ للسيادة السورية ويزيد التوتر.

وأكدت الوزارة عدم التحقق من صحة الأنباء حول إطلاق نار من الأراضي السورية تجاه إسرائيل، محذرة من محاولات استغلال الموقف وزعزعة الاستقرار لتحقيق مصالح خاصة، وشددت على أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي طرف، وأن أولوياتها في الجنوب تكمن في بسط سلطة الدولة والقضاء على السلاح غير النظامي لضمان أمن واستقرار المواطنين.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي، في ظلّ حالة التعافي التي تتسارع في الدولة السورية على كل الصعد والمستويات، وهذا ما يفضح مجدداً النوايا الإسرائيلية لاستهداف حالة التعافي ومنع العودة السورية للموقع الريادي والمحوري في المنطقة.

آخر الأخبار
الأردن يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة و استقرار سوريا   مظاهرة حاشدة في باريس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ورفض التقسيم إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا... الذهب يسجل أرقاماً جديدة.. والدولار دون السعر الرسمي بأكثر من 800 ليرة حملة "أنقذوا حمزة العمارين" تتصدر المشهد في السويداء وسط مطالبات بإطلاق سراحه أطباء بلا حدود: انهيار صحي واحتياجات إنسانية متفاقمة في سوريا رغم انتهاء الحرب جمال الأسواق الشعبية في سوريا.. عمارة تنبض بالهوية وتُعانق الحياة اليومية بين المعاهد التقانية وميدان العمل.. كفاءات وقوة في مشهد الاقتصاد والتنمية تقاذف للمسؤوليات والسكان يطالبون بحل.. أزمة نظافة حادة في جرمانا السلم الأهلي خط الدفاع الأول لبقاء الوطن 40 بالمئة انخفضت أسعار العقارات وتوقعات بموجة هبوط خبير عقاري يكشف لـ"الثورة".. أزمات السيولة والتضخ... لقاء أميركي أوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب حرب تجارية التكنولوجيا ليست ترفاً.. المهندس هرم جمول لـ"الثورة": "الخطوط النارية" لحماية الغابات سوريا الجديدة.. سعي مستمر لصناعة السلام ودفع عجلة الاقتصاد