أثارت قائمة اللاعبين المستدعاة من قبل مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم، لمواجهة منتخب أفغانستان في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة في التصفيات الآسيوية، عدة تساؤلات، ورسمت بعض إشارات الاستفهام فيما يتعلق بمصير عملية تجديد دماء المنتخب التي وعد المدرب بالعمل عليها عندما تسلم مهامه. طبعاً هناك بعض الأسباب التي قد يتعذر بها الجهاز الفني لتبرير اختياراته، مثل توقف مسابقة الدوري والمطالب المالية لبعض اللاعبين المغتربين في أوروبا وأميركا الجنوبية، ولكن كل هذه الأعذار ليست مقنعة، ولا تُفسر ماهية الاختيارات التي يتم الاعتماد عليها، ولاسيما أن الفرصة متاحة لضم بعض لاعبي منتخب الشباب، أو المنتخب الأولمبي لمعسكرات المنتخب الأول- إن كان هناك رغبة حقيقية بالتجديد، وإن كان الأمر جدياً فعلاً، ولا يدخل في خانة الوعود المؤجلة. في الحقيقة إن ما يدفعنا للمطالبة مراراً وتكراراً للعمل بصورة جدية على تجديد دماء المنتخب، هو سهولة التصفيات الآسيوية وتواضع مستوى المنتخبات التي نلاقيها لحساب المجموعة الخامسة، وبالتالي فإن كل الأعذار التي يسوقها ويتداولها البعض لتبرير خيارات مدرب المنتخب تبدو غير مقنعة وغير منطقية، لأن تأجيل التجديد والبقاء في دوامة الأسماء التي لم يقدم أي جديد للمنتخب منذ فترة طويلة، وهو دليل عدم وجود نية لإحداث تغيير، أو أنه تقصير في المتابعة ليبقى موضوع التجديد لغزاً لا نعرف حله، وسط ما يتم اعتماده من أسماء.