الثورة – علاء الدين محمد:
لم يكن الرجل في يوم من الأيام على مر العصور أكثر عطاء من المرأة، أو أكثر فهماً، أو أكثر إدارة لشؤون البيت والأسرة، أو أكثر حنكة في اتخاذ الموقف في الأزمات والحروب، كلاهما يكمل الآخر ويقويه، لا بل يعطيه دفعاً وأمناً وأماناً في التوازن والاستقرار النفسي والفيزيولوجي في حياته العملية واليومية، والعنف الذي تتعرض له المرأة داخل مجتمعاتنا العربية هو السبب في قتل الفكر وروح التنمية.
في ثقافي المزة بدمشق، أقيمت ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بمشاركة جمعية كيوان تحت عنوان “العنف ضد المرأة”، شاركت فيها كل من المحامية رغد القطان، والمعالجة النفسية رانيا مهنا.
بدأت الندوة المحامية قطان، منوهة بأن المرأة تاريخياً وعلى مر العصور يمارس عليها العنف بشكل عام، وخلال هذه الحرب العدوانية التي تشن على بلدنا سورية كانت المرأة المتضرر الأكبر، وهي الشخصية التي دفعت الثمن الغالي، سواء من الإرهاب الوافد إلى بلدنا، أو من الدول المشاركة في كي الوعي السوري وتهميشه، إضافة إلى ذلك هناك العديد من المناطق والأحياء والبلدات التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية، وعانت المرأة ما عانته، فتعرضت لشتى أنواع العنف.
وأوضحت أن المرأة في الكثير من الأحيان تعنف أسرياً، مثل الاغتصاب الزوجي، الضرب، الأذى النفسي، وعندما تريد الزوجة أن تقدم شكوى بحق من عنفها لا تعرف السبيل إلى ذلك، ولكي نكون دقيقين حتى رجال الشرطة ليس لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع هذه الحالة، وهناك بعض القوانين لمصلحة الرجل أكثر منها لمصلحة المرأة، في هذا الخصوص عند تطبيق القوانين تكون المرأة ضحية العنف فيها والرجل يأخذ عقوبة مخففة، وأحياناً نفلته من العقاب، وهذا شيء مؤسف يؤثر على المرأة بشكل سلبي.
وعن الحلول، أشارت المحامية رغد، أنها تكمن في تعديل بعض القوانين، والعمل على إيجاد قانون موحد يحمي المرأة من العنف، وتطبيقه يحتاج التوعية والتثقيف عبر إقامة ورشات عمل توعوية تنويرية، ثم إدخالها في المناهج الدراسية، حتى تتمكن المرأة من تناول مثل هذه المواد منذ الصغر في الصفوف الأولى بالمدرسة، وأيضاً دور الإعلام المسموع الذي ينقل هذه الأفكار له التأثير الأكبر.
وعلينا كحقوقيين أن نقدم الاستشارات القانونية، لأن القوانين قديمة وبحاجة إلى تعديل وتطوير لتتلاءم مع الواقع المعاش وتلبي طموح المرأة برفع الظلم عنها ولعيشها بأمان.
التوعية أولاً
المعالجة النفسية مهنا، ركزت على الجانب التوعوي للمرأة بمسببات العنف وحمايتها من تلك الأسباب التي توصلها إلى ذلك، والحيلولة دونها، فعندما تأتي إلينا سيدة معنفة مثلاً نحاول أن نساعدها قدر المستطاع، ونعمل على تنمية المهارات الشخصية لديها، وإدارة العلاقات بينها وبين الزوج، حسب من يكون المعنف الزوج أو الأب أو الأخ، أياً كان سبب التعنيف، فالمهارات الشخصية مثل توكيد الذات، اتخاذ القرارات، حل المشكلات، إدارة الحوار، كي لا تصل الأمور إلى طريق مسدود.
وإذا خرج الموضوع عن السيطرة ولم يعد للكلمة معنى في هذا السياق واستخدمت المرأة كافة الوسائل التي تمتلكها، وقتها نتدخل ونساعدها في اتخاذ قرار جديد في حياتها، ثم ندرس البدائل، تشبيك مع جمعيات، سكن، أهل، أب، أم رافضين حتى تعيش بأمان أكثر.
وعن عدد المعنفات أوضحت مهنا أن عدد المعنفات كبير جداً والحرب العدوانية على سورية زادت الحالة سوء فمثلاً بريف دمشق ما يقارب 90% من المعنفات بمختلف الشرائح العمرية، طفلة، شابة، متزوجة، أطفال يتعرضون للتحرش، والاغتصاب ظاهرة موجودة بكثرة، فالمرأة تتعرض للعنف النفسي، الجسدي، الاقتصادي، حالات من العنف الجنسي.
فالعنف مهما كان نوعه يوصل إلى مشكلات صعبة جداً مثل اكتئاب، اضطرابات، قلق، صدمة، مرض قلب.
بالتالي إن لم تساعد المعنفة نفسها لا يمكن لأحد مساعدتها، عليها طلب المساعدة من أهل الاختصاص كي يتمكنوا من تنميه مهاراتها الذاتية، وإدارة المشاعر بشكل صحيح، ثم التشبيك مع المجتمع المحلي والقدرة على وضع خطة بديلة ليصبح لديها القدرة على أن تواجه وأن تقول لا وتشتكي لتعيش بكرامة.