في اليوم العالمي لمنع ممارسة الاستغلال والعنف ضد الأطفال.. الوعي بحقوقهم لا يكفي وحده لحمايتهم

الثورة – رويدة سليمان:

حاججتها لانقطاع ابنتها عن المدرسة وهجرها مقعد الدراسة، بما تمتلكه تلك الفتاة من ذكاء وطموح ودافعية للدراسة وحق في التعلم، أسباب ومبررات رمت بها الأم في فخ الحاجة والعوز، وتمييز جندري (ثقافة تفضيلية للذكر على حساب الأنثى) يجعل الأنثى هي الحلقة الأضعف في الأسرة، فالاهتمام بتحصيلها الدراسي أقل مقارنة بإخوتها الذكور.
في ردود فعل الأهالي في حال تعرض أطفالهم لعقوبة قاسية أو لسوء المعاملة في المدرسة سواء أكانت من المعلم أم الأقران تتفاوت بين عدم فعل شيء أو إهمال الأمر أو التصدي المباشر للمعلم، أو التعامل مع الطفل المساء إليه عبر إقناعه بأن يتصدى بنفسه للأمر، أو إظهاره كمذنب يستحق سوء المعاملة ومعاقبته مرة ثانية، لشعورهم بالعجز تجاه ما يمكن فعله.
الافتقار إلى آليات وتدابير حماية الطفل
عندما يتعرض الطفل للإساءة من قبل من يفترض أنه معني بحمايته ورعايته بصورة مباشرة، كالأب والأم أو المدرس أو الإخوة، فالطفل الضحية سيجد صعوبة في تلقي المساعدة من أحد المعنيين برعايته في مواجهة طرف آخر معني برعايته بنفس الدرجة، ولاسيما في ظل الافتقار إلى مؤسسات تكون مسؤولة عن حماية الطفل من العنف عبر آليات وتدابير محددة.
وأما الحديث في موضوعات العنف الجنسي فهو شائك ومعقد للغاية نتيجة تأطير وإغلاق المفردات الثقافية والاجتماعية لها، الأمر الذي يجعل احتمال إدراك الطفل الضحية لما يحدث له أو طلب المساعدة والعون منخفضاً أو ربما التكتم عنه.
على الرغم من الاختلاف والتنوع في آراء الأطفال حول مبررات عملهم وتسربهم من المدرسة يبدو أن السبب المرجح هو لزيادة الدخل، يقول طفل في الرابعة عشر من عمره اضطررت لمساعدة أبي في الأرض وانقطاعي المتكرر عن الدوام المدرسي جعلني عاجزاً عن اللحاق بالمنهاج وفهمه واستيعابه وبالتالي الرسوب وترك التعلم.
يتزايد عدد الأطفال المنخرطين في أعمال هي إساءة مركبة لنموهم الجسدي والنفسي، ما يؤكد أن هناك ضعفاً في المسؤولية الجزائية سواء على أصحاب العمل أو أولياء الأمور الذين يقومون بتشغيل أطفالهم.
مستويات حماية الطفولة المبكرة
حقوق كثيرة وحقائق تربوية علمية تؤكد أن الأطفال هم مستقبل أي مجتمع وعماده، وأن دعائم شخصيته تقوم على خصائص مراحل طفولتهم التي تكتسب فيها القيم، ومع ذلك نحن أمام واقع يتناقض مع هذه الحقائق، فالوعي بحقوق الطفل لا يكفي وحده لحمايته، مختصون في الهيئة السورية لشؤون الأسرة واستناداً إلى التقسيم المتبع في تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية يمكن تقسيم فعاليات حماية الطفولة المبكرة إلى:
مستوى الحماية الأولية.. ويقصد به اتخاذ الاحتياطات التي تضمن ألا يقع انتهاك حقوق الطفل أساساً، وهنا يتركز العمل الحمائي على حماية الأطفال من خلال رفع الوعي الاجتماعي بحقوق الطفل بما يرفع من احتمالات قضاء حاجاتهم وتحصيل حقوقهم.
ويتوجه مستوى الحماية الثانوية إلى مجموعات الأطفال المعرضة أكثر من غيرها إلى أخطار عدم الحماية وانتهاك الحقوق، وتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال في البيئات الفقيرة، وأولاد الأسر المفككة والأيتام والمولودين لأمهات قاصرات.
وأما مستوى الحماية الثلاثية، فيعمل على التدخل لمساعدة الأطفال الذين تم بالفعل انتهاك حقوقهم من خلال ضمان التدابير التي توقف أولاً انتهاك حقوق هؤلاء الأطفال وتضمن أمنهم الجسدي والنفسي.
مزيد من الرصد العلمي والاهتمام بالطفولة
جهود كبيرة وكثيفة لحماية الأطفال واتفاقيات ومعاهدات ومؤتمرات وخطط للنهوض بواقع الطفولة لتصبح الأسرة والمدرسة والمجتمع صديق الطفولة، ولكن مازال هناك كما دول العالم كلها يتعرضون لإساءة المعاملة والإهمال والتقصير، متروكين لحياة الشوارع أو التسرب من المدرسة ليتم استخدامهم في أعمال لا تناسب هشاشة طفولتهم ولا تطورهم السليم، هي ظاهرة اجتماعية محزنة تتطلب المزيد من الرصد العلمي والاهتمام الحكومي والأهلي باتجاه حماية هؤلاء قبل فوات الأوان.
في اليوم العالمي لمنع ممارسة الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي للطفل لا يمكننا أن ننسى أطفال سورية على مدى سنوات الحرب الإرهابية أطفال فلسطين، أطفال غزة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية بحقهم ولاسيما الانتهاك عنده قاعدة سلوك معتمدة.
بهذه المناسبة لا تجدي الشعارات ولا البيانات ولا الإدانات التي تصدر عن الهيئات الإنسانية والحقوقية التي تفضح جرائم الاحتلال بحق الطفولة والمستشفيات، إلا إذا اقترنت بالفعل بوقف هذا العدوان الذي انتهك بنود ميثاق جنيف وأبسط القواعد الإنسانية والمعايير الطبية، ومحاسبته لانتهاك قوانين الحرب وأعرافها والجناية ضد الإنسانية من القتل العمد والإبادة للبشر والحجر.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة