الثورة – غصون سليمان:
يأخذ البعد النفسي لمرضى السرطان مساحة واسعة من اختلاف المشاعر المضطربة، باعتباره أحد الأمراض القاسية والمخيفة على صعيد العافية والصحة، لدرجة أن هناك حرجاً كبيراً لمجرد لفظ اسم المرض.
بعد تشخيص المرض والتأكد من إصابة الشخص بالمرض، لابد من بناء شبكة دعم من المحيطين والمقربين والأصدقاء، بغية رفع الحالة المعنوية للمصاب وإبعاده قدر الإمكان من التفكير بالمرض الذي ألم به.
الدكتور عايش الغنيم- من جامعة دمشق، أشار إلى وجود فرق خاصة للدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان، وقد يكون بينهم اختصاصيون نفسيون، وما يفيد المريض في هذا الجانب هو التحدث مع مرضى سابقين، وقد نجوا بشفائهم من الإصابة، من شأن ذلك رفع الحالة المعنوية لديه ويتولد عنده الأمل وراحة البال من أن حالته قد تكون حالة عابرة وليست نهاية الحياة.
ونوه بوجود عادة سائدة عند بعض المرضى حين يتم تشخيص المرض لديهم، فيصبح عندهم هذا الشعور الممزوج بمزيد من مشاعر الحزن والخوف والشعور بالذنب والتحامل حتى جلد الذات، ناصحاً هنا ضرورة قيام المريض بنشاطات مرافقة مثل الرياضة والاستمرار بالحياة بشكلها الطبيعي لرفع الحالة المعنوية للمريض، وتزويدها بفرصة معنوية مقاومة للأسى والألم والشعور بفقدان الحياة.
الابتعاد عن الإجهاد
ويشير الدكتور الغنيم إلى وجوب الابتعاد عن الإجهاد النفسي سواء كان من قبل المريض أو من قبل المحيطين به كي لا يسرع من حدوث الإصابة وانتشارها مع تعب النفس حسب نوع السرطان، لافتاً إلى وجود أنواع عديدة منه، وقد شفى منه الكثير من المصابين بشكل تام.
كما نوه بضرورة الرعاية النفسية التي تعد من الأمور التي تخفف من الأعراض الناجمة عن السرطان، فهي مهمة جداً من هذه الناحية وتحسن حياة المرضى وحياة أسرهم.
وأكد على أهمية الرعاية “التلطيفية” كونها تخفف من الآثار الجانبية والنفسية الخاصة بهذا اللون من المرض، ولاسيما أن التخصص الطبي النفسي يساعد الكثير من المرضى على ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وإن كان يخضع للعلاج الكيميائي والشعاعي.