الثورة – علاء الدين محمد:
يبقى الدور الأساس المنوط بالأسرة الأهم في بناء وتربية الطفل، وتشكيل شخصيته النفسية والاجتماعية كي تتمكن من مواجهة الصعاب والتكيف معها، بالرغم من تعدد الوسائل الإعلامية والمؤسسات التربوية التي تشارك في تربية الأطفال، فالطفل هو أساس أي عملية تنموية حالية أو مستقبلية بالحب نبنيه وبالعلم نغذيه.
وللوقوف عند الاحتياجات النفسية للطفل كان لنا الحوار التالي مع الاختصاصية النفسية الدكتورة آلاء الحمصي، والتي أكدت أن أهم الاحتياجات النفسية للأطفال هو الحب، باعتباره حاجه نفسيه هامة، لها أثر على مستقبل الطفل شرط أن تشبع في الطفولة، ويشترك فيها الطفل والبالغ، وأن يُحَب ويُحِب، حيث يشعر بأنه مرغوب فيه.
إضافة إلى انتمائه إلى جماعة أو بيئة تحبه، فالحب هو الغذاء الذي ينمو عليه نفسياً، وفقدانه يؤدي إلى جوع عاطفي، لذا يساعد الحب على اكتساب القيم والأخلاق والمبادئ، بما له من دور مهم في تطور الطفل النفسي والصحة النفسية.
– الآثار السلبية..
وعن الآثار السلبية لفقد الحب أوضحت الدكتورة الحمصي أن فقد الحب يؤدي إلى شعور سلبي لتعويض ما ينقصه، زائد انحراف نفسي، وبالتالي انحراف سلوكي، مثل السرقة، الهروب من المنزل لعدم شعوره بالدفء والمحبة، ومعظم المشكلات السلوكية يكون سببها في كثير من الأحيان نقص الحب والتقبل والغضب والغيرة، ومن الأفعال الدالة على ذلك أيضاً مص الأصابع، الشجار، فقدان الأمان، القلق العصبي.. فالمحروم من الحب والحنان أو المهمل يؤدي إلى القلق وعدم الأمان والاستقرار فيلجأ للمجتمع للبحث عنه.
وعن تقدير الذات الهوية الذاتية (المفهوم الذاتي) بينت د. الحمصي أن مفهوم الذات هو انعكاس للصورة التي كونها عن نفسه، والحصيلة التي تتشكل لدى الطفل خلال السنوات الأولى من حياته، هذه الصورة تكونت من خلال الأبوين والبيئة مثل، معلم وأصدقاء.
وبالتالي الطفل يعتقد أن الكبار، ولاسيما الأبوان يفهمانه أكثر منه، وعندما يصفونه بصفه تتكرر يصبح معتقداً، حيث يبني تصوره عن نفسه، وحين يوجهون رسالة (أنت) يشكلون معتقده عن نفسه، فالطفل يتوق غريزياً إلى الحصول على حب الآباء واهتمامهم واستحسانهم له.
وحول مفهوم الذات أشارت إلى أن هناك صورة إيجابية، أي اعتزاز ورضا عن الذات، وصورة سلبية نكره ذاتنا ونحتقرها، أي مفهوم ذات “إيجابي مرتفع” يفخر بإنجازاته، يتمتع بالاستقلالية، يتحمل المسؤولية، يتحمل الإحباط، يقبل على الخبرات الجديدة بحماس، يعبر عن انفعالاته بسهوله.
ثانياً مفهوم ذات “سلبي منخفض” يحط من قيمته وإنجازاته، يتأثر بالآخرين بسهوله يلوم الآخرين على فشله، يستثار بسهوله، يشعر بالعجز، يتجنب المواقف الحرجة، يعبر عن انفعالاته بطريقة سلبية.