الثورة – ديب علي حسن:
تكشف الأحداث الصادمة في العالم الكثير من خبايا الفكر والثقافة، وتعري المصطلحات التي يطلقها من يريدونها أن تكون جواز سفرهم إلى السيطرة من جديد على العالم بصيغة استلابية فكرية بدلاً من الاحتلال المباشر.
وما يجري اليوم من عدوان على فلسطين والجرائم المتوحشة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الأطفال والشيوخ والنساء، واتباع سياسة الأرض المحروقة.. يكشف هذا كله نفاق العالم المسمى مجتمع الثقافات والحريات والمسؤولية.. فلم نعد نسمع إلا أصوات قلة قليلة من مفكريه ومثقفيه وهم يعلنون أنهم ضد الاحتلال والعدوان.
أين المواقف التي كانت ذات يوم مثل مواقف ايلوار وكامو وميللر وسارتر قبل أن يسيطر عليه مدير أعماله الصهيوني..؟
أين مواقف مثل موقف لوركا الذي دفع حياته ثمناً للحرية أو موقف همنغواي صاحب أشهر الروايات التي تمجد قوة الإنسان (الشيخ والبحر).
هل نسمع الآن أو نجد أصواتاً كهذه، أم إنها موجودة، لكن الضجيج الإعلامي الذي يركز على الزائف قد جرفها.
أم إن إغراء المال والشهرة وراء هذا الصمت.. ولاسيما أن عشرات الجوائز في العالم لا تمنح إلا لمن يمضي في ركاب السياسة الغربية.
إنها أسئلة اللحظة أسئلة لكل مبدع حقيقي: لماذا لا يرتفع الصوت أعلى.. هل على المثقف أن يبدأ رحلة استعادة دوره الذي سلبته وسائل التواصل الاجتماعي، وحل الزائف محل الأصيل.. أم إن الاتهام حقيقي.
ربما تكون الإجابات على ذلك عند إدوارد سعيد، وعلي حرب، وغيرهم ممن تناول مثل هذه القضايا ولنا عودة إليها.
