لا بد من حل للمواطن الذي تشوهت سلته الغذائية وتغير نمطه الاستهلاكي الامر الذي أثّر بشكل سلبي على المنتجات الزراعية وبالنتيجة كساد محاصيلها ولاسيما الحمضيات!
لا أحد يدري على وجه الخصوص ما الذي يقنع كل صاحب صلة بأن مزارع الحمضيات يتعرض لفقر شديد نتيجة كساد محصوله، فالكيلوغرام الواحد يباع في دمشق بنحو 7 الاف ليرة سورية كحد ادنى، في حين لا يحصل المزارع على ربع هذا المبلغ لقاء الكيلوغرام الواحد.
وعلى ذات المنوال يتم الحديث عن عدم سماع أي شكوى من المواطن ولم تتم مشاهدة أي فيديوهات عن رمي هذا المحصول، وهذا الأمر بمفهوم الاقتصاد الزراعي يعني ان التسويق كان سهلاً وميسّراً وما من مشكلة، أي أنهم لم يعوا ان المزارع لم يعد بعد كل هذه السنوات يشتكِ لأحد او من احد لأنه يأس تمام اليأس، بل لعل الأمر كان يوجب تصوير مشاهد قلع أشجار الليمون لبيعها حطب فهو أربح للفلاح حتى يطعم اولاده، وهو ما نشرته الثورة اكثر من مرة!
ليس تحويل اسم المحصول الى استراتيجي انجاز يذكر، لان المسألة وببساطة ان الحمضيات باتت هي المحصول الاستراتيجي الوحيد على ارض الواقع، ناهيك عن ان صفة الاستراتيجي توجب العمل والتسويق وليس عقد المؤتمرات التي يحضرها المختصون، كما توجب إيجاد الحل للإنتاج الفائض والذي لا يصل من ارباحه للمزارع شيء.
المشكلة أن بعض الأحاديث تبدو وكان هدفها ذر الرماد في العيون وليس تشخيص المشكلة ومعالجتها، وهي مشكلة لا تستوجب أكثر من كسر حلقة تجارية او حلقتين اثنتين حتى يكون الفلاح قادراً على الاستمرار في الحياة، وحتى يكون المواطن قادر على تناول ثمرة ينتهي أمرها رميا على الأرض دون أن “يتنومس” احد.
الكلام لا جمرك يثقل كاهله، ولكن الفلاح والمواطن مثقلان بآلاف الهموم والمسؤوليات والمصائب والحمضيات رغم المؤتمرات ورغم الاحاديث العقيمة غير المجدية تشق طريقها بشكل حثيث صوب بقية المحاصيل ولاسيما منها زيت الزيتون.. وعلى ما يبدو الحديث أكثر راحة من الفعل بما لا يقاس!
