الثورة – تحليل ريم صالح:
أسقطت غزة ورقة التوت عن عورات مدعي الإنسانية وتزيل أقنعة شعاراتهم الزائفة.. فشهداء غزة وجرحاها والعالقون تحت الركام أصدق إنباء من حريات وعدالة وحقوق ثبت زيفها وأنها مجرد عناوين للاستهلاك الإعلامي والتسويق السياسي والدبلوماسي لا أكثر ولا أقل.
في غزة دماء ويقف اللسان عاجزاً عن وصف ما فعلته آلة الإجرام الإسرائيلية بحق شعب لا ذنب له إلا أنه أبى الإذعان والاستسلام لجلاده، وعلى أرضها كان الفلسطينيون على موعد مع نكبة جديدة.. قتل وإبادة وسفك دماء وتشريد وتهجير.
وقد تعرض أهلها على مدى ٤٨ عاماً لأفظع الجرائم الإرهابية فماذا فعل من سبق وتشدق بالحريات الإنسانية والكرامة الآدمية والحقوق البشرية؟!.
أما الصمت الأممي رغم كل هذه الضوضاء المصطنعة فكان سيد المشهد، لا بل ماذا يعني شجب هذه الدولة الأوروبية أو إدانة تلك أو حتى التعبير عن القلق وكيف يمكن أن يترجم على الأرض إذا لم يقترن بحزم وردع ومحاسبة للمجرم الإسرائيلي على الأرض؟!.
غزة انتصرت.. ويكفي أنها لا تزال حتى اللحظة تضع شروطها على المحتل وتجبره مرغماً على تنفيذ بنود التهدئة، وها هو نتنياهو يواجه حكومته بخيباته وفشله ومتزعمي الكيان يقيلون ضابطين كبيرين بعد انسحاب سريتيهما من أرض المعركة ولوذ جنود الاحتلال بالفرار خوفاً من أبطال المقاومة الفلسطينية.
إعلام العدو أقر بهزيمة الكيان وقالها على الملأ إن المقاومين الفلسطينيين انتشروا شمال القطاع رغم انتشار قوات العدو الإسرائيلي في مناطق قريبة غير آبهين بآلة القتل الإسرائيلية.
المقاومة انتصرت ومرغت أنف المحتل الإسرائيلي في وحل الهزيمة.. وها هو كيان العدو يلهث لتمديد فترة التهدئة ليتمكن من إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من أسراه الـ ١٨٤.