الثورة – عادل عبد الله وميساء الجردي:
نظراً لأهمية البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة والذي تم إطلاقه بشكل رسمي في 12 آب من العام الحالي، هناك دائماً رسائل توعية وتوضيح حول أهميته وضرورة إيصال أهدافه الإيجابية على الطفل بالدرجة الأولى وأهله والمجتمع بالدرجة الثانية.
وعليه خلال ورشة العمل التي أقيمت اليوم في وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول رسائل البرنامج والموجه للإعلاميين، أكدت مدير البرنامج في الوزارة الدكتورة منال إبراهيم الحمد أن العمل في خدمة فحص السمع موجودة منذ عام 2017، ولكن العمل بهذا الجانب كبرنامج وطني بدأ في نهاية عام 2021، وأن الهدف من ورشة العمل رفع التوعية وإيصال رسائل آمنة ومهمة للجميع حيال البرنامج، ووضع فكرة واضحة حوله خاصة للإعلاميين كي يتمكنوا من أن يكونوا شركاء في إيصال هذه الرسائل إلى الناس من خلال برامجهم ووسائطهم الإعلامية.
وأشارت إلى أهم الأعمال التي تقدم في عيادة الوليد في المراكز الصحية، من تسجيل الطفل وفحصه بشكل كامل، وتشخيص الأمراض والتشوهات الولادية، وكشف حالات نقص السمع، وكشف أمراض العين وحالات قصور الدرق، وتشخيص حالات خلع الورك الولادي التطوري.. والتي تم التوسع بها من 6 عيادات إلى أن أصبحت 16 عيادة في عام 2018، وهي موزعة على جميع المحافظات، ورافق هذا التوسع تدريب وتأهيل العناصر الطبية العاملة في مراكز المسح السمعي في عيادات الوليد على بروتوكولات وسجلات البرنامج بشكلها الجديد من بداية شهر تشرين الثاني عام 2021.
وأكدت مديرة البرنامج على الدور الأساسي لحاسة السمع في اكتساب الكلام واللغة وفي التطور الروحي الحركي للطفل ومعدل ذكائه وفي أدائه الأكاديمي، وأنه من بين كل ألف ولادة حية هناك من 1- 4 حالات نقص سمع، تعود لأسباب مختلفة قد تكون وراثية أو اجتماعية أو اقتصادية أو نوعية الخدمات المقدمة عند الولادة.
ولفتت إلى جملة من عوامل الخطورة لنقص السمع منها قصة عائلية، أو نقاط أبغار، أو الخداج، ويرقان ولادي، ونقص أكسجة، أو قبول في العناية المشددة لأكثر من خمسة أيام، أو تشوهات وجهية قحفية ورضوض الرأس، والترفع الحروري، وداء السكري عند الحامل وغيرها.
من جانبها بينت مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان طرابيشي أهمية الورشة التي تهدف إلى نشر الوعي حول البرنامج وبضرورة إجراء اختبار المسح السمعي للأطفال، وخاصة أن هذه الخدمة أصبحت تتوافر في أكثر من 48 مركزاً صحياً بشكل مجاني وآمن وسهل، ولا يتجاوز الاختبار أكثر من دقيقة واحدة، وفي حال اجتياز الاختبار يتم ختم بطاقة اللقاح وفي حال عدم الاجتياز تتم إعادة الاختبار بعد 10 أيام.
وأشارت إلى أهمية تكرار المسح لحين التأكد من سلامة الطفل أو تحويله مراكز الاستقصاء، مبينة أن هذه الخدمة يتم إجراؤها لجميع الأطفال الذين يولدون في مستشفيات التوليد وكذلك في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.
وأكدت طرابيشي أن مراكز المسح والاستقصاء تتبع للوزارات المعنية، وهناك بروتوكولات معتمدة من وزارة الصحة مستندة إلى التقارير والمستجدات عالمياً، وبناء عليها تم اتخاذ موضوع العمر، ومتى يكون التدخل، وما هي المدة الزمنية، ومتى يمكن القيام بالاختبار وغيرها التي وجدت ضمن بروتوكولات معتمدة وموزعة على جميع الشركاء.
ولفتت إلى أن الكشف المبكر يضمن التطور الطبيعي للطفل لكون السمع هي الحاسة الأولى التي تظهر لدى الطفل وبالتالي أي تأثير على السمع ينعكس على التطور الطبيعي للطفل، وعليه فإن الكشف المبكر لأي مشكلة هو ضمان لهذا التطور، منوهة بأنه يمكن الكشف عن نقص السمع منذ الولادة من خلال هذا الاختبار البسيط وغير المؤلم والسريع والمجاني والمتوفر، فكل بساطة هو اختبار للاطمئنان مع أهمية التعاون مع الأهل والتأكيد أن هذا يصب في مصلحته، فإن كان لديه مشكلة بسيطة يمكن معالجتها بشكل صحيح، فالعمل في هذا الأمر هو اطمئنان بالدرجة الأولى.
وأضافت أنه في حال كان لدى الطفل نقص سمع وتم كشفه خلال الشهر الأول من الحياة وتم تشخيصه خلال الأشهر الثلاثة الأولى، فخدمات التدخل المبكر ستكون مجاناً، سواء أكانت المعينات السمعية أم زراعة الحلزون مع مرحلة التأهيل التي يستفيد منها بشكل كامل مجاناً، علماً أن هذا الموضوع مكلف جداً، ولهذا نؤكد على موضوع الالتزام بالفترات الزمنية للاختبار والتشخيص من أجل إمكانية التدخل قبل عمر 6 أشهر.