كم هو غريب حال كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهو المهزوم ميدانياً، والمثقل بالعار، والمتورم بالمجازر .
كيان الاحتلال يتحدث عن مساعٍ جديدة لتعزيز استيطانه، وتكثيف، وتوسيع مستوطناته في الضفة الغربية خلال قادمات الأيام، يتحدث وكأنه يملك زمام المبادرة على الأرض، في حين أن الوقائع تثبت عكس ذلك كلياً، فالمقاومة الفلسطينية التي هزمت هذا الكيان، ومرغت أنف متزعميه بوحل الهزائم في قطاع غزة المحاصر، لن يصعب عليها أن تدك مستوطناته في الضفة، وتقلب نهار مستوطنيه ولياليهم إلى جحيم، بفعل صواريخها التي ستذيقهم مرارة الكأس الذي لطالما أذاقوه للشعب الفلسطيني المتشبث بأرضه، وجذوره، وانتمائه.
يكفينا هنا أن معهد دراسات ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي حسم كل الجدل الدائر حول المنتصر والمهزوم في ميدان غزة، وقال: لقد نجحت المقاومة الفلسطينية مرة أخرى في السخرية من إسرائيل، وإرهاق أعصابها، وجني المكاسب على الأرض، بينما ظهر الضعف الاسرائيلي بوضوح، حيث أن قتلى الكيان بلغوا المئات، بينما أصيب أكثر من ١٠٠٠ جندي للاحتلال منذ بدء العدوان على غزة.
هذا الكلام لا يمكن تفسيره إلا أنه إقرار بحجم الخيبة والفشل اللذين مني بهما هذا الكيان الغاصب في غزة، وبأنه رغم مرور ٥٣ يوماً على عدوانه الهمجي على القطاع، إلا أنه أرغم مجبراً على قبول شروط المقاومة، والاستجابة لمطالبها على الطاولة، وهو في موقع المهزوم لامحالة.