الثورة – يمن سليمان عباس:
لم تشغل قضية بال المبدعين كما الموت.. شغلت الشعراء والمفكرين والروائيين والفلاسفة والإنسان العادي، لأنه خاتمة المطاف وهو المحاق الذي لا يمكن اختراقه.
بعضهم يراه يقظة من الحياة وآخرون يرون أنه فناء الجسد وخلود الروح.
وبكل الأحوال يمكن أن نجد الكثير عن الموت في كتاب الموت في الفكر الغربي الصادر منذ فترة عن سلسلة عالم المعرفة.
وفي مشهد الموت الإبداعي يقول المتنبي: فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم.
وثمة من يقول: تعددت الأسباب والموت واحد..
وفي أعمال المبدعين الكثير من الحديث عنه.. ولكن أن تكتب رواية فلسفية عن الموت، تتخيل فيها موت الموت، فهذا جديد فعلته الكاتبة السورية غالية خوجة في روايتها التي صدرت ضمن سلسلة الرواية من إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق للأديبة خوجة، وحملت عنوان “ماذا لو مات الموت؟”.
وهي رواية تحمل رؤية فكرية ثقافية أدبية لحركة الإبداع العربي والكثير من التراث العالمي والأدب اليوناني، وكذلك الكتب السماوية في عرض حداثي أقرب إلى الفانتازيا الثقافية، وبأسلوب بارع في الاقتباس وتداول وعرض الشواهد الدينية والثقافية.
تتناول الرواية رؤية المستقبل بأسلوب استشراقي، حيث يهيم بين صفحاتها التي يحتل الفكر فيها مكان البطل، السؤال الملح الباحث عن إجابة: ماذا لو مات الموت؟
وإذا كان أن نذكر الكثير عما قاله الشعراء عن المرض والموت، فلنذكر السياب، وسعد الله ونوس.. وربما حنا مينة الذي قال ذات يوم: أخشى ألا أموت..
وخلاصة القول: إن الكثير من الإبداع هو خلود للمبدع ضد فناء الجسد والروح، إنه النقش الخالد على جدران الزمن.