حالات متنوعة من الإنفلونزا بدأت بالظهور في أوساط السكان على مختلف مستوياتهم العمرية، أي أن المناعة لا تعني شيئاً في هذه الحالة بل الإصابات متمددة ومتوالية لا يمكن وقفها عند حد.
البعض يقول هي كورونا بمتحور جديد غير قاتل ولكنه منهك لجهة إصابته للصدر والمفاصل، والبعض الآخر يقول عنه حالة إنفلونزا عادية (كريب) ولكن جرثومته قوية منيعة لا تستجيب للعلاج إلى حين اكتمال دورتها الحياتية فتموت وتتلاشى لوحدها.
أما بالنسبة للمواطن نفسه، فأراء كثيرة تغمز من قناة قلة فعالية الدواء وهو رأي لا أتفق معه رغم قوته وتسيّده لكوني لا زلت أثق بمتابعة الدولة لجودة الدواء واعتباره من الخطوط الحمر، ومع ذلك فهناك مجموعة من النقاط التي لا زالت تثير التساؤل ولعل ليس آخرها سعر الدواء.
الملاحظ بالنسبة للدواء بشكل فعلي هو الحاجة لكميات أكبر من التي كنا نتناولها من قبل، فالدورة العلاجية الواحدة من ظرف واحد بعشرة حبوب، أو علبة من الشراب باتت بشكل فعلي تستهلك ظرفين وثلاثة وعلبتين وأحياناً ثلاثة حتى يتمكن المصاب من التماثل للشفاء وليس الشفاء الكامل، وهي ناحية ليست بالهينة حتى ولو كانت من قبيل اللعب على الوتر النفسي للمريض، لكونها تنذر بعواقب وخيمة على سمعة الدواء السوري في الداخل قبل الخارج.
يضاف الى ما سبق غياب أي تفسير من قبل نقابة الاطباء والصيادلة وقبلهما وزارة الصحة ومجالسها التخصصية بالدواء، ليكون السؤال الأوحد حالياً: لماذا تتقوّى وتتماثل للشفاء بشكل أسرع الحالات التي تناولت الدواء المهرب او الموصى عليه من الخارج، مقابل بطء الدورة الشفائية لمتناول الدواء الوطني؟
والسؤال الآخر المعطوف على النقاط السابقة هو سعر الدواء الوطني والذي تضاعف مرات عديدة منذ سنتين وحتى اليوم، فما دام المنتج ومستودعات الادوية يحصلون على السعر الذي يبتغون شئنا أم أبينات فلماذا الدواء بهذه الحالة المهلهلة وفقاً لما يعتقد المواطن؟
لا يمكن بحال من الاحوال اتهامنا بانحراف الرأي لكون هذه المسألة تخصصية جداً ولا ينتج الراي فيها الا عن تجربة دقيقة معشّقة بالخوف على صحة من كان محور العلاج، في وقت لا زال فيه المواطن يثق بالدواء الوطني ويعتبر أنها مجرد “غمامة صيف” لا بد لها ان تمر وتعود الامور إلى مجاريها لكون المسألة ليست بنطال قليل الجودة او قطعة غيار لسيارة تهترئ بعد حين قصير.. بل هي صحة وحياة إنسان واستقرار أسر بحالها على امتداد البلاد.
وبغير ذلك فليتحدث المعنيون ولا يتجاهلون الأمر كما هي عادة الكثير من أصحاب الصلة في كل القطاعات حتى لا تتفاعل الفكرة وتتحول إلى قناعة.