أيها الغادون…أيها الآتون

ثورة أون لاين-خالد الأشهب
ثمة إجماع بين السوريين اليوم وبعد أربعة عشر شهراً على الأزمة في وطنهم, أن بلدهم, ولأسباب كثيرة محلية وإقليمية ودولية, غدا مدخلا أو بوابة إلى صوغ عالم جديد يتشكل تباعاً ويومياً..

عالم لا يقوم على مزاج منفرد لقوة عظمى وحيدة فيه, بل على مصالح قوى عظمى متعددة تستعيد توازناً دولياً مفقوداً منذ عقدين من الزمن, ولا على جيواستراتيجية «أوراسيا» كما رسمها وتصورها الأميركي زبغنيو بريجينسكي, بل على مصالح شعوب هذه الـ «الأوراسيا» كما يرسمها الروسي فلاديمير بوتين العائد تواً إلى الكريملين وإلى استعادة الصولجان المفقود.‏

قد لا يكون صحيحاً بالنسبة إلى البعض, أن «الشرق شرق والغرب غرب.. ولن يلتقيا», لكنه صحيح تاريخياً, وبالوثيقة والوقائع معا.. وباعتبارنا جزء من هذا الشرق, أن تجربتنا نحن على الأقل مع هذا الغرب كانت دائماً حزينة ومريرة.. وحتى دامية, وليس لنا من الذرائع والحجج على الإطلاق ما يبرر اليوم توقنا الزائف إليه والتمسك بأهدابه, ولا ما يسوغ شعورنا بالحزن والعزلة وجلد الذات تجاهه, سوى الحاجة الحضارية الملحة وقد انقضى جلها, في حين أن تجربتنا مع الشرق كانت دائماً مرضية في حدها الأدنى على الأقل !‏

بعد غد يلتئم مجلس الشعب السوري الجديد, وبعده بأيام أيضاً ستكون ثمة حكومة سورية جديدة, وستكون أولى مهمات المؤسستين التشريعية والتنفيذية رسم المستقبل السوري القادم, خاصة في نطاق تحديد الأطر العامة لذلك المستقبل سواء محلياً أو استراتيجياً, وسيكون مطلوباً بصورة أكثر حسماً وإلحاحاً ووضوحً تحديد توضعات هذه الأطر في جملة علاقاتنا الدولية, وبالتالي, في التوجه شرقا أم غربا.. إلى بيدق في رقعة «أوراسيا» بريجينسكي الشطرنجية أم إلى مربع ثابت ومتقدم في رقعة « أوراسيا» بوتين؟‏

فيا أيها الغادون غداً إلى مجلس الشعب, ويا أيها الآتون بعد غد إلى الحكومة, ها أنتم اليوم قراء استراتيجيا وصناع قرار ورواد طريق, ترون بأم العين كل ما يجري حولنا ولنا, ترون ما يفعل الغرب وما يفعل الشرق بنا, علينا أو من اجلنا, ترون كيف نقف على رجل واحدة أمام نزوات الغرب ومزاجيته القاتلة كبيدق على رقعة شطرنج تتكاثر على خاصرته رماح الأفيال المواربة, وكيف يثبت الشرق أخماص أقدامنا في أرضنا دون عقوبات وحصارات.. ودون ناسفات!‏

أيها الغادون.. أيها الآتون.. لا تلبسوا إلا ثيابكم, ولا تتركوا أحداً يخلع عنا ثيابنا, فالشرق شرق وإن كرهناه وأحبنا, والغرب غرب وإن أحببناه وكرهنا!!‏

آخر الأخبار
المئات من أهالي العنازة بريف بانياس يقولون كلمتهم: سوريا واحدة موحدة ويجمعنا حب الوطن مشاركة لافتة للمغتربين في "كيم أكسبو".. أثبتوا جدارتهم في السوق الدولية فرنسا تلغي مذكرة التوقيف بحق المخلوع  الأسد وسط تصاعد المطالبات بالمحاسبة الدولية فعاليات من اللاذقية لـ"الثورة": سيادة القانون والعدالة من أهم مرتكزات السلم الأهلي وزير الاستثمار السعودي يطلع على الموروث الحضاري في متحف دمشق الوطني مذكرة تفاهم سياحي بين اتحاد العمال وشركة "لو بارك كونكورد" السعودية كهرباء ريف دمشق تتابع إصلاح الأعطال خلال يوم العطلة وزير الاستثمار السعودي يزور المسجد الأموي محافظ درعا: استقبلنا نحو 35 ألف مهجر من السويداء ونعمل على توفير المستلزمات باريس تحتضن اجتماعاً سورياً فرنسياً أمريكياً يدعم مسار الانتقال السياسي والاستقرار في سوريا فيصل القاسم يدعو إلى نبذ التحريض والتجييش الإعلامي: كفانا وقوداً في صراعات الآخرين الحفاظ على السلم الأهلي واجب وطني.. والعبث به خيانة لا تغتفر  الأمن الداخلي يُجلي عائلة أردنية علقت في السويداء أثناء زيارة لأقاربها "الصمت الرقمي".. كيف غيّرت وسائل التواصل شكل الأسرة الحديثة؟  عودة اللاجئين السوريين.. تحديات الواقع ومسارات الحل  نائبة أميركية تدعو لإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة وئام وهاب… دعوات للعنف والتحريض الطائفي تحت مجهر القانون السوري الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتعتبرها خطوة حاسمة لتعافي البلاد الاستثمار السعودي حياة جديدة للسوريين ..  مشاريع استراتيجية لإحياء العاصمة دمشق  الباحثة نورهان الكردي لـ "الثورة": الاستثمارات السعودية  شريان حياة اقتصادي لسوريا