ذلك قول مأثور في كتب كليات الحقوق، وله معنى واقعي وهو أن القاضي يرمم ما قد يلحظ في القانون من ثغرات لا تظهر إلا لدى التطبيق.
أما في المجال الدولي حيث للسياسة الدولية “وظيفة” خلق المنظمات الدولية التي تخلق القانون الدولي العام وبعده القانون الدولي الجنائي وبعده القانون الدولي الإنساني.. فإن للقاضي ممارسة حرية أكبر بكثير في خلق القانون.. وفي خرقه.
ليس من الخطأ القول بأن التجارب التاريخية لمحاكم الجنايات الدولية تقودنا بشكل واضح إلى استنتاج مؤداه أن هذه المحاكم إنما تحكم بتحيزات القاضي.
يقال في الكتب التدريسية: “القاضي يصنع القانون، هذا في المحاكم الوطنية، أما في المحاكم الدولية ولاسيما منها المحاكم الجنائية الدولية فالقاضي يصنع القانون اعتماداً على تحيزاته ضمن إطار عام يقل انضباطه بكثير عن الانضباط العام الذي تتميز به كل دولة قانون.
عبرت عن الرأي السابق مرات عديدة في مناسبات عديدة، إلا أن حافز تأكيد كتابته اليوم إنما نشطته تصريحات كريم أغا خان في 2 كانون الأول 2023 أثناء زيارته “إسرائيل” بصفته الرسمية مدعياً عاماً في المحكمة الجنائية الدولية. وأضيف تحفظاً، هي تصريحات لم اطلع عليها إلا من خلال مقال يومي لصديق سياسي إعلامي يتمتع – عندي – بالصدقية والاطلاع.
دمشق صباح الأربعاء 6 كانون أول 2023.
أ. د. جورج جبور
* رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي قيد التأسيس.