هيبــــــة المعلــــــم.. جوهرة مفقودة بمفهوم التربية الحديثة.. فمن يعيد الــــثقة إليها

الثورة _علا مفيد محمد:
تعلمنا منذ صغرنا على مقاعد الصفوف الدراسية الأولى وحفظنا ذاك البيت الشهير من الشعر لحافظ إبراهيم:
قمْ للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
إذ إن علاقة المعلم بالتلميذ لا تقتصر على الجانب التعليمي، أو دقائق الحصة المحدودة فقط، وإنما يكون له أباً ومربياً وموجهاً، ومقوم وردع داخل المدرسة.
فما الذي تغيّر؟ وكيف تطورت الأمور إلى هذا المستوى من التدهور الذي لحق بمكانة المعلم؟ فقد بتنا نسمع أحاديث البعض من الطلاب متباهين بالاستهزاء حول أمور معينة تتعلق بشخصيته، متفاخرين بالأعمال الدرامية التي يفتعلونها داخل الصف غير آبهين لمقام المعلم، سعيدين بتعطيل الدروس على باقي زملائهم.

للوقوف على ذلك قامت الثورة باستطلاع للآراء في أحد المدارس-الحكومية حيث شكا عدد من المعلمين من مسألة عدم انضباط التلاميذ، وعدم اهتمام الأسرة بمستوى ابنهم في الصف، وبالتالي عدم تعاونهم مع المعلم بسبب تلقي ابنهم الدروس -الخصوصية التي جعلت هذا الطالب وأهله يعتبرون أن المدرسة تحصيل حاصل.
تراجع دور الأسرة
المعلمة صفاء السلطي لفتت إلى أن الطالب في الماضي كان لا يستطيع التحدث مع معلمه لشدّة خوفه منه، وهو ليس خوفاً بقدر ما هو احترام وإجلال، مشيرةً إلى أنه في هذه الأيام قلّ الاحترام والتقدير له عند البعض، والذي ساهم في ذلك ربما هو إهمال الأسرة في تنشئة الأبناء منذ الصغر، وغرس القيم الأخلاقية في نفوس أبنائها، فللأسرة دورٌ مهم باعتبارها المسؤول الأول في إعلاء قيمة المعلم لدى الأبناء وترفع من شأنه، إذ من الواجب تعليمهم الاحترام اللازم والتواضع الواجب، إلا أن بعض الأسر تخلّت عن هذا المبدأ وتلاشت هذه القيم في نفوس الأبناء، وأصبح الدلال الزائد وتوفير جميع الاحتياجات الضرورية والكمالية للأبناء هو السائد عند الكثيرين.
بدورها أشارت معلمة أخرى إلى أن ضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة له دور كبير في تراجع العلاقة بين الطالب والمعلم، فبعض أولياء الأمور لا نراهم إلا في التسجيل أول العام، أو حينما يتم استدعاؤهم قسراً للمدرسة لمشكلة افتعلها ابنهم، وبدلاً من تعاونهم مع إدارة المدرسة لفهم المشكلة وحلها، يلقون اللوم على المعلمة أو المدرسة، وأغلب هؤلاء الأهالي يعتمدون في تدريس أبنائهم على الدروس الخصوصية الكاملة لجميع المواد، فتراهم غير آبهين لفوضى يتسبب بها ولدهم بتعطيل درس كامل على زملائه في الصف ممن لا يتلقون دروساً خصوصية.
استغلال قانون منع الضرب
وبرأي المعلمين أن قانون -منع الضرب- الذي صدر عن الوزارة سابقاً، بهدف تكريس تعامل حضاري بين الطالب والمدرس، جعل من بعض الطلاب يتخذونه غطاءً للاستهتار بالعملية التدريسية وعدم احترام المدرسين.
يقول أحد معلمي الصف السادس: إنه في ظل قانون منع الضرب أصبح الأهل مهملين، وإن مساندة التربية لهم ولأبنائهم كانت سبباً لسلوك الشغب والفوضى واللامبالاة، مطالباً ببقاء نوع من الحزم «كرادع للطالب».
معلمٌ آخر يرى أن المسألة لم تعد فقط مسألة منع الضرب في المدرسة، بل هناك تناقض في أسباب العقوبة الموجهة للمدرس، ففي الوقت الذي نقرأ فيه كتاباً موجهاً من وزارة التربية للمدارس بأن يعاقب المدرس بالحسم من الراتب لشد أذن طالب، نجد عقوبةً أخرى بحقّ مدرس آخر لعدم ضبطه الصف علماً أن القاعة تضم أكثر من ٣٠ طالباً وطالبة.
الفروق الفردية
من جهتها المرشدة التربوية زينب عطا الله اعتبرت أنه على المعلم الاهتمام بالفروق الفردية بين طلابه، وأنماط تعلمهم المتعددة، وإعداد أنشطة وطرائق تناسب مستوياتهم وقدراتهم وحاجاتهم ودوافعهم، وتوفير البيئة الصفية المناسبة حتى يشعر المتعلم براحة وأمان.
وأفادت أن المطلوب من المعلم أيضاً أن يكون صديقاً لطلابه، ولكن في حدود لا تفقده هيبته واحترامه بينهم، فيخلق علاقة حبٍ واحترامٍ متبادلة، ما يجعل الطالب يعتبر معلمه قدوته ومثله الأعلى، مثلما كان الوضع قبل أكثر من أربعة عقود، عندما كان للمعلم هيبته وتقديره واحترامه، ولم يكن ذلك ناتجاً عن الخوف بقدر ما كان معزوّاً إلى ما يتحلى به المعلم ذاته من خلقٍ ومكانة لدى الطالب داخل وخارج الصف.
وأضافت: ينبغي أيضاً على الأهل أن يفرضوا على أبنائهم احترام المعلم، وأن يتولوا تقويم سلوكياتهم، ويُفترض أن يستجيب الطالب لثقافة احترام معلمه ومعلمته وتقديرهما عبر غرس الواجب منذ الصغر.
رد الوزارة على الشكاوى
وبناءً على شكوى وتذمّر المعلمين توجهت «الثورة» بالسؤال لـ وزارة التربية عن الإجراءات القانونية التي تتخذها في معالجة مشكلة قلة انضباط الطلاب في المدارس بعلاقتهم مع معلميهم ومدرسيهم، فبينت الوزارة أنه في كلّ عام تقوم بالتأكيد على لائحة قواعد ضبط السلوك المدرسي وإجراءاته المشتقة من النظام الداخلي لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي والمتضمن كلّ حالات عدم الانضباط والإجراءات العلاجية لكل مستوى، وتمّ التأكيد هذا العام على أهمية ضبط السلوك من خلال التعميم رقم ٥٤٣/٣٥٥٩ (٣/٤) تاريخ 4/10/2023 والمتضمن إعطاء درجة السلوك (٢٠٠) من المجموع النهائي لمحصلة الطالب، واحتساب درجة السلوك من خلال متوسط يقدره الموجه الإداري والمدرس أو المعلم والمرشد النفسي أو الاجتماعي، حيث توزع (١٠٠) درجة من درجة السلوك لحسن علاقة الطالب مع زملائه والأطر التعليمية والإدارية في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وفي حال حصول الطالب على أقل من (١٢٠) درجة في نهاية العام يُعرض على مجلس المدرسين لاقتراح الحل المناسب بالأغلبية.كما يصل الطالب للفصل النهائي من مدرسته إذا قام بسلوكيات غير مرغوبة من الدرجة الرابعة، والتي تتسبب في إيذاء الآخرين (تشوهات، إعاقة مؤقتة أو دائمة) وذلك حسب النظام الداخلي لمدارس مرحلة التعليم الأساسي، بعد أن يتم تحويل الطالب إلى لجنة قواعد ضبط السلوك في حال ثبوت قيامه بالسلوكيات غير المرغوبة أما بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية لا يُرشح الطالب لاختبار الشهادة الثانوية العامة كونه مفصولاً.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة