الثورة – دمشق – همسة زغيب:
تعتبر مواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة من المسائل الهامة والضرورية للنهوض بمجتمعنا ومجتمعات العالم كافة، حيث تدعو الحكومات في جميع أنحاء المعمورة إلى المشاركة في منع ظاهرة العنف وخاصة القائم على النوع الاجتماعي، لذا علينا مواجهة هذه الظاهرة التي تعيشها المرأة بما يتطلب فعله.
وبمناسبة حملة الـ ١٦يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وانطلاقاً من مبدأ حماية حقوق الإنسان عامة، والمرأة خصوصاً، نظمت المحطة الثقافية في جرمانا وبالتعاون مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية ونادي المرأة الثقافي، ندوة تثقيفية بعنوان “لا للعنف ضد المرأة” لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وخالياً من العنف ضد النساء والفتيات.
تناولت الندوة موضوع العنف ضد المرأة بأشكاله المختلفة، وتم التعريف بحملة مناهضة العنف ضد المرأة، وكيفية نشر الوعي وإحداث التغيير في عالمنا ضد الممارسات الخاطئة وعدم المساواة، وعرضت سكتشات مسرحية تجسد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكيف تنعكس سلباً على الأسرة والمرأة والأطفال، إضافة إلى عرض فقرات راقصة توضح حالات واقعية من قبل نساء تعرضن للعنف، ومعرضاً متميزاً لعدة أعمال يدوية من صنع نساء الجمعية.
ومن جهتها زهار رباح تحدثت عن حملة العنف، مبينة أنها حملة عالمية تدعو إلى وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات وتقام كل عام، وتبدأ من 25/11 وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدها، وتنتهي ب 10/12 وهو يوم حقوق الإنسان.
وأكدت أن العنف ضد المرأة والفتاة واحد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم، ويصنف بالعنف الزوجي والأسري والمجتمعي، وأما أنواعه مختلفة منها العنف الجسدي والنفسي والمادي والبيئي والديني وأنواع أخرى.
بدورها تحدثت مسؤولة التنسيق بالجمعية دينا بري عن جمعية تنظيم الأسرة ونشاطاتها والمجال التي تعمل به، وبعد ذلك تم عرض سكيتش مسرحي يهدف إلى نشر رسالة عن أهمية مناهضة العنف ضد المرأة، وتضافر الجهود بغية نشر الوعي للحد من العنف عن طريق عرض المسرح التفاعلي بشكل مباشرة أمام الحضور للمشاركة وإبداء الرأي.
وأوضحت أن العرض المسرحي من خلال فقراته يظهر أن العنف ضد المرأة والفتاة ناتج عن مفاهيم وموروثات ثقافية خاطئة، وبطريقة كوميدية اجتماعية وساخرة وأنه على الرغم من ارتفاع نسبة التعليم بين النساء ودخول المرأة في العديد من قطاعات التعليم التي كانت حكراً على الرجل مازالت تعاني من الحرمان من ممارسة أبسط حقوقها، وعدم إتاحة الحرية للفتاة لاختيار الفرع الذي ترغب دراسته في الجامعة، والتمييز بين الذكر والأنثى في التربية.
بدورها المحامية إنصاف العيسمي قدمت مداخلة قانونية حول موقف القانون من العنف ضد المرأة، والعقوبات التي نص عليها القانون، وأهمية تفعيل المحبة وثقافة المجتمع، وتسليط الضوء على ضرورة مساواة المرأة بالرجل والدفاع عن حقوقها القانونية والاجتماعية، نظراً لأنها تمتلك قدرات هائلة توازي قدرات الرجل. وأكدت على ضرورة تكثيف العمل من أجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات ودعت الجميع إلى القيام بدورهم في هذا الصدد.