الثورة – عبير علي:
“ارسم معنا” برنامج جديد على شاشة الفضائية السورية، ميزته أنه يختلف عن البرامج المتخصصة بالرسم وموجودة على اليوتيوب والفيسبوك أو شاشات التلفاز.
معد ومقدم البرنامج عمر المدني أشار إلى أن البرنامج له ثلاثة أهداف تثقيفية للمكان الذي نزوره ونرسمه، وتعليمية للوقوف على فنون الرسم، وترفيهية لإمتاع الطفل.ولعل اللافت في هذا البرنامج أنه يقوم على زيارة المكان ورسمه بشكل مباشر.
وبين المدني لـ “الثورة” أنه لدينا في سورية أماكن أثرية وسياحية كثيرة وأماكن جديدة لها قيمة ووزن حضاري، مثل مكتبة الأسد ودار الأوبرا والسيف الدمشقي، وكلها تستحق التعريف بها، والبرنامج بخصوصيته يهتم بالمواقع القديمة والحديثة وتعريف الأطفال بها من خلال معلومات بسيطة حتى لا تصبح مملة ورسمها بشكل مباشر، حيث تم اختيار أكثر الأماكن الأثرية في دمشق على مدار 15 حلقة.
وأضاف: من الحلقات المهمة التي أنجزت حلقة عن مسجد قبة الصخرة في القدس، وأخرى عن الكوفية الفلسطينية، وآخر حلقة كانت عن غزة والتي حظيت باهتمام كبير بسبب الأحداث القاسية التي تجري فيها.منوها بأهمية تفاعل الأطفال بشكل جيد، والذين حرصنا أن يكون عددهم كبيراً في هذه الحلقة، حتى نحصل على أكبر عدد من الأفكار في قضية غزة، ونرى وجهة نظر الطفل وكيفية تفاعله مع الأحداث التي تجري ومدى تأثره بها، وكانت النتائج أكثر من المتوقع.
المدني لفت إلى أن الحلقة قدمت قضية غزة بلوحة واحدة من خلال الرسومات التي أبدعها الأطفال بأناملهم الصغيرة من ناحية رسمهم لكيفية دخول الجندي وكيفية خروجه، واجتياز المقاوم الشريط، والنار المتصاعدة من الدبابة المنفجرة فكانت لوحة واحدة تروي قصة كاملة عن غزة، كما شاهدنا لهجة الطفل وهو يتحدث عن غزة والغضب الذي بان في عينيه ووجهه واستنكاره للإحداث الجارية.
وأضاف: لمسنا تعاطف الطفل السوري مع الطفل الجريح في غزة، كيف تفاعل مع جرحه وهمه وقضيته فكانت النتائج نظرة جميلة من أطفالنا المشاركين تجاه الأحداث الجارية، بطريقة تعبير فنية عن طريق الرسم.
وحسب المدني- البرنامج مستمر حتى يصل إلى أكبر شريحة من الأطفال الموهوبين بالرسم القادرين على التعبير بطريقة فنية عن قضاياهم وعن الأشياء التي يطمحون إليها ويحبونها، بالإضافة إلى رسم معالم بلدهم الأثرية والثقافية والتراثية وتسليط الضوء عليها من ناحية ترك ذكرى جميلة لدى كل طفل بمرور الزمن من ناحية أخرى لمجرد مشاركته في البرنامج.
ومن أهم الأعمال للرسام عمر المدني لوحاتان جداريتان تحت جسر فيكتوريا بدمشق بتكليف من محافظ دمشق، وأغلب أعماله الفنية تهتم بالتراث السوري والمناطق السياحية والأثرية وتسليط الضوء على جمال بلدنا سواء شوارعه وساحاته والأشياء الجميلة حتى تبقى توثيقا فنيا للأشياء الجميلة في بلدنا.