الثورة- ديب علي حسن:
ربما أكثر الشخصيات حضوراً في تاريخ السرديات الكبرى هي شهرزاد التي استطاعت عبر القص أو الحكاية أن تعدل سلوك شهريار المصاب بصدمة خيانة الزوجة.وعلى حدّ مصطلحات النفس عالجته سلوكياً واستطاعت أن تصل به إلى السلامة .وهي بهذا أول طبيب نفسي في التاريخ لقد سبقت فرويد بأكثر من ألف عام .
ألف ليلة وليلة العمل الخالد غير من هو مؤلفه العربي أو غير العربي هو كتاب عابر حين كان لكل الثقافات الكل اخذ منه وبالتالي وصل إلينا مترعا بالجمال الإنساني.
قد يسأل أحد ما مناسبة الحديث عن شهرزاد ؟ الأمر ببساطة هو تسليم جائزة نوبل للآداب والكلمة التي يلقيها من أعطيت له لعام ٢٠٢٣م ..وما جاء في كلمته التي ألقاها إذ تناقلت وسائل الإعلام العالمية كلمته وركزت على جانب مهم في إبداعه، تطرق إليه هو فقد رأى الكاتب النرويجي يون فوسه، الفائز بجائزة «نوبل» الآداب لعام 2023، أنّ «الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح»، مشيراً بذلك-خلال محاضرة، الخميس، تسبق تسلّمه جائزته- إلى حالات الانتحار التي يتناولها في كتاباته. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الكاتب المسرحي قوله في مؤتمر باستوكهولم قبل أيام من احتفال توزيع جوائز «نوبل»، : «إذا كانت كتاباتي يمكن أن تساعد أيضاً في إنقاذ حياة الآخرين، فلن يجعلني أي شيء أكثر سعادة».
هذا ومن يقرأ أعماله فسيجد ان يون فوسه تطرّق إلى حالات الانتحار التي يتناولها في كتاباته وإذ أقرّ بوجود حالات انتحار في أعماله أكثر مما يودّ، أضاف: «خشيتُ أن أكون قد ساعدتُ بهذه الطريقة في إضفاء المشروعية على إنهاء الحياة».
لكنه روى أنّ قرّاءً أكدوا له أيضاً أن كتاباته «أنقذت بكلّ بساطة حياتهم»، بعد الإعلان عن فوزه بـ«نوبل»، مشيراً إلى أنه تأثر كثيراً بهذه الشهادات.
وأضاف: «أدركتُ بمعنى ما أنّ الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح، وربما أنقذت حياتي أيضاً».
وكانت قدأعلنت الأكاديمية السويدية (تشرين الأول) الماضي مَنحَ جائزة «نوبل» الآداب 2023 للكاتب البالغ 64 عاماً، «لمسرحياته المبتكرة وأعماله النثرية التي تعطي صوتاً لما لا يمكن البوح به».
ويتسلّم فوسه جائزته مصحوبة بميدالية ومبلغ 11 مليون كرون سويدية (980 ألف يورو)، من الملك كارل السادس عشر غوستاف، في يوم ذكرى وفاة العالم والمخترع ألفرد نوبل عام 1896.ترى أليس من حق شهرزاد التي أنقذت ليس شهريار فقط بل مئات النساء أن يطلق عليها لقب أول روائية وطبيبة نفسية ..أما الخيال المبدع الذي أنجب هذا العمل الخالد فهو الحضارة العربية التي وفرت البوتقة النادرة لانصهار وتفاعل الثقافات العالمية أيام الدولة العباسية .وأمر آخر يعني أن الأدب هو ابن الحياة وللحياة وليس كما الكذبة التي تقول 🙁 الفن للفن ) وصدقها الكثيرون فجاء إبداعهم فجا بلا روح ولا معنى.