الثورة- عمار النعمة:
دأبت مديرية المسارح والموسيقا عبر السنين الماضية على تقديم كل ما هو لافت وممتع سواء على مستوى الأعمال المسرحية المقدمة أم على مستوى المهرجانات التي لاقت صدىً طيباً لدى الجمهور، وخاصة مهرجان الطفل الذي أصبح حدثاً سنوياً ينتظره الأطفال والأهالي بشغف كبير, وهذا العام حققت مديرية المسارح والموسيقا الكثير من الطموحات وقد أخفقت بالبعض، لكنها جعلت من مواجهة المصاعب عنواناً وتجديداً للأمل، ليبقى المسرح شعلة للثقافة، وبوصلة ثابتة للجمهور.
صحيفة الثورة التقت مدير المسارح والموسيقا الأستاذ عماد جلول ليحدثنا عن الكثير مما في الجعبة فكان اللقاء التالي:
– ونحن على أعتاب نهاية العام، ماذا حققت مديرية المسارح والموسيقا؟
— تابعت مديرية المسارح والموسيقا نشاطها المعتاد في العام 2023 وبوتيرة أعلى من العام 2022 سواء من حيث نوعية الأعمال المقدمة أم عددها، فقد قدمت فرق المسرح القومي في دمشق والمحافظات عدداً جيداً من العروض المسرحية، وبعض هذه العروض شارك في المهرجانات المسرحية في المحافظات، وبعضها الآخر شارك في مهرجانات خارج حدود الوطن وحقق حضوراً جيداً.
كما تابعت المديرية مشروع دعم مسرح الشباب في دمشق والمحافظات، وبنفس الوقت حرصت المديرية على استمرار الفعاليات الخاصة بمسرح الطفل كمهرجان مسرح الطفل في العطلة الانتصافية وتظاهرة فرح الطفولة في عيدَي الأضحى والفطر بالإضافة إلى المحافظة على وتيرة العروض الطفلية خارج إطار الأعياد سواء في دمشق أم في المحافظات..
وأنجزت المديرية هذا العام ورشتين تدريبيتين هامتين، واحدة في إعداد الممثل أشرف عليها المخرج المسرحي أ.مأمون الخطيب وأثمرت عن عرض مسرحي بعنوان «هواجس» وثانية في إعداد الدراماتورغ أشرفت عليها د.ميسون علي وأثمرت عن عرض مسرحي بعنوان «العَود الأخير» بالإضافة إلى إنجاز ورشات مشابهة في بعض المحافظات..
ولا ننسى بالطبع مسابقة مديرية المسارح للنصوص المسرحية الشابة وقد أصدرنا قبل أيام نتائج الدورة الثالثة منها ونحن على وشك الإعلان عن الدورة الرابعة في مطلع العام 2024 وهي المسابقة التي أردنا من خلالها تشجيع النصوص المسرحية الشابة الموجهة للكبار وللأطفال من خلال نشر النصوص الفائزة في مجلة «الحياة المسرحية» وبالتالي اطلاع أكبر عدد من المخرجين عليها بهدف نقلها إلى خشبات المسارح في مراحل لاحقة .
– ما هي أهمية المهرجانات المسرحية وخاصة مهرجان مسرح الطفل وإصرار مديرية المسارح والموسيقا على إقامة هذا المهرجان؟
— تعطي المهرجانات المسرحية الفرصة لأكبر عدد ممكن من الفنانين المسرحيين لتقديم أعمالهم للجمهور الذي يُقبِل بدوره على العروض المسرحية أثناء المهرجانات أكثر من إقباله عليها خارج إطار المهرجانات بسبب الاهتمام الإعلامي الواسع الذي تشهده المهرجانات عادةً، كما أن المهرجانات تشكل فرصة للاحتكاك بين الفنانين المسرحيين وخاصة الشباب منهم وتبادل الخبرات فيما بينهم.
وفي الشهر القادم سنطلق في المديرية وبدعم مباشر من د.لبانة مشوح وزيرة الثقافة الدورة الواحدة والعشرين من مهرجان مسرح الطفل الذي ستشارك فيه عشرات العروض المسرحية من كل أنحاء سورية، وفي السنوات الأخيرة حرصنا على عدم انقطاع المهرجان وإقامته في موعده مهما كانت الظروف صعبة لأنه تحول إلى تظاهرة سنوية ينتظرها الأطفال من عام إلى عام، ولا يمكن لنا أن نفرط بثقة الأطفال بنا مهما كانت الصعوبات .
– هل ستشهد دمشق عروضاً مسرحية لفرق عربية؟
— استضفنا في السنوات الأخيرة عروضاً مسرحية من لبنان وعُمان والأردن، وفي حال توفرت العروض المسرحية العربية الجيدة والمناسبة فلن نتأخر عن استضافتها رغم أن الأمر مرتبط بمدى جاهزية هذه العروض وجداول أعمالها .
– مشروع دعم مسرح الشباب ماذا عنه؟
—- أطلقت مديرية المسارح والموسيقا هذا المشروع في العام 2017 بهدف تشجيع التجارب المسرحية الشابة، وتحديداً على صعيد الإخراج، وقد تجاوب عدد كبير من مسرحيينا الشباب سواء من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أم من الهواة ممن قدموا تجارب متميزة في مسارح المنظمات الشعبية والتجمعات الفنية الخاصة مع هذا المشروع الذي بلغ عدد عروضه حتى الآن أكثر من خمسة عروض مسرحية، وقد ابتدأ المشروع من دمشق وانطلق في مرحلة لاحقة إلى المحافظات.
– ماذا عن إشراك القطاع الخاص معكم في الإنتاج المسرحي؟
—- لا شك أن نشاط القطاع الخاص مسرحياً تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، ورغم ذلك لا تقصّر المديرية في دعم التجمعات المسرحية الخاصة التي تجد فيها مستوى جيداً يرقى إلى مستوى الأعمال التي تقدمها مديرية المسارح ولا أدل على ذلك أكثر من مشاركة العديد من الفرق المسرحية الخاصة في مهرجان مسرح الطفل السنوي في العطلة الانتصافية.
– وماذا عن مشاركة المسرح السوري في المهرجانات العربية وصدى ذلك؟
—- للمسرح السوري تواجد دائم في المهرجانات والملتقيات المسرحية العربية وهذا التواجد لم يتوقف رغم سنوات الحرب على بلدنا، وغالباً ما تستطيع العروض المسرحية السورية من نيل جوائز في هذه المهرجانات التي يحرص القائمون عليها على مشاركة الأعمال المسرحية السورية فيها لثقتهم بمستوى هذه الأعمال، وبالطبع فإن مشاركات مسرحنا الخارجية ترتبط بلجان مشاهَدة عربية مكلّفة باختيار العروض الأفضل للمشاركة في هذه المهرجانات التي تشهد أحياناً مشاركة عملين مسرحيين من سورية، ومن خلال الاطلاع على ندوات مناقشة العروض في هذه المهرجانات ندرك مدى النجاح الذي تحققه أعمالنا فيها.