حضر على الطاولة وغاب عن المائدة

تتحدث المؤسسة السورية للتجارة عن تسويق جيد منذ بداية استجرار محصول الحمضيات حتى اليوم، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ويتحدث المزارع عن أن محصوله مازال يصطدم بعقبات التصريف.

وفي المقابل يعتبر التجار أن مبادرتهم خاسرة تجاه تصريف محصول الحمضيات، وكأن المبادرات تنتظر الربح والخسارة، أم إن التجار في بلدنا لايقبلون بالخسارة سواء أكان الأمر مبادرة أم تجارة.

وإذا ما أردنا أن نتحدث عن دور السورية للتجارة في تسويق محصول الحمضيات أو غيرها، علينا أن نتحدث عن الإمكانيات المتاحة للتسويق، فماذا تمتلك السورية للتجارة لنجاح تسويق أي محصول؟، هل حقاً لديها كل مايجب أن يكون للتصريف أو التخزين ؟.

ربما تمتلك المؤسسة السورية للتجارة أسطولاً من السيارات لنقل المحصول إلى المحافظات لكن السؤال هل هو كاف لنقل مئات الأطنان، بالتأكيد الجواب يمكن أن يكون عبر تساؤل يوجه لبقية الجهات المعنية الحكومية والخاصة و الأهلية، أين دوركم من محصول استراتيجي يجب أن تقع مسؤوليته على الجميع؟، ولماذا لاتبادر بعض المحافظات ومجالس المدن خارج أماكن الإنتاج لتأمين الآليات والمشتقات اللازمة لذلك؟.

من ناحية أخرى هل نعتقد أن ٧ مليارات ليرة تم رصدها لاستجرار المحصول كافية لعمليات الاستجرار؟ وما الكمية التي يمكن أن تستجر بهذا المبلغ المتآكل بفعل التضخم؟.

بالتأكيد الحسابات تقول إن هذا المبلغ لن يستجر أكثر من ٣ آلاف طن حمضيات، وعليه فإن هذه الكمية لاتشكل ١٪ من كمية محصول يقدر بـ٨٠٠ألف طن إن لم يكن أكثر.

خطة تسويق موسم الحمضيات لاشك أنها لاتزال غير مكتملة وتحتاج الكثير لنجاح تسويق هذا المحصول الغائب هذا العام عن مائدة محدودي الدخل، رغم أنه لايزال أرخص أنواع الفاكهة، لكن صفته الاستراتيجية بين المحاصيل تحتم عليه أن يكون حاضراً على كل الموائد ومعمماً على كل الفعاليات.

ولابأس من إقامة مناسبة أو مهرجان يدعم تسويق الحمضيات في كل المحافظات وغير ذلك من أشكال الترويج، وإذا ماعجزنا عن إقامة معمل عصائر على الأقل لنسعى إلى تشجيع الجانب التصنيعي لمحصول الحمضيات وتحويله إلى مشاريع صغيرة.

وما الذي يمنع أن يكون في كل منفذ بيع أو صالة للسورية للتجارة زاوية صغيرة لبائع عصير الحمضيات الطبيعي، وبأسعار مدعومة للمواطنين وتأمين مايلزم له من معدات متواضعة توفر له مصدر رزق وتوفر لو جزءاً بسيطاً من التصريف لهذا المحصول.

على أي حال من المبكر الحكم على النتيجة النهائية لتسويق محصول الحمضيات، لكن ليس مبكراً أن تكون العملية التسويقية متكاملة أمام سنوات طويلة من مواجهة ذات المشكلة، وربما كان يمكن خلالها العمل على منحى مهم، وهو تحسين المواصفات التصديرية للمحصول، وعليه الآن تتوجه الأنظار نحو صندوق دعم المحاصيل الزراعية.

و(أن تبدأ متأخراً خير من أن لا تبدأ أبداً).

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري