قالها بايدن بأدائه اللافت عندما بدأ يلقي اللوم على نتنياهو مرة بعدم الاقتدار برأيه على إدارة الحرب في غزة رغم الدعم السافر من مؤسسات الإدارة الأميركية كافة. وأخرى بأن عليه تشكيل حكومة حرب عناصرها أكثر صهينة. هذا ما أبداه عند لقائه أصحاب المال الصهاينة في الدعوة لترشيحه وجمع المال لحملته الانتخابية. أبدى مشاعر الغضب والخبث في آن واحد حيث ما يقلقه الآن الوصول لولاية رئاسية ثانية.. رغم إعلانه صهيونيته والتأكيد عليها بعد السابع من تشرين الأول عند زيارته للأرض المحتلة دعماً للكيان الصهيوني في حربه ضد غزة.
بايدن لن يتخلى عن انتمائه للصهيونية لكن لابد من المناورة وبيع الوهم لمن يستهويه، بضرورة إقرار حل الدولتين وتحميل نتنياهو مسؤولية ما يحدث من انكسارات لجيش العدو، بل انتصار وصمود المقاومة الغزاوية، وتضامن اليمن ولبنان، وإسنادهما لغزة.
الأهم اليوم في حياة بايدن صندوق الاقتراع الذي يجعله أمام الصهاينة في حال فوزه أكثر دعماً للكيان المحتل والقوات الصهيونية أمام المقاومة.
يكرس بايدن حياته الآن وفق أولويات أهمها الانتخابات أولاً خاصة واستطلاعات الرأي مؤشراتها توضح تراجعاً متزايداً في شعبيته. ثم معالجة ما صنعه طوفان الأقصى من اهتزاز بين المستوطنين وانقسامات سياسية عسكرية في جسد الكيان ومعالجة ما بعد غزة، ثم سعيه لاستجرار المواقف المتخاذلة مع المقاومة لصالح الكيان بإغماض عين وشق لايَرى في الأخرى والمواقف المضادة لنتنياهو وعسكره في جرائم غزة، والإبادة الجماعية التي تشعل شوارع العالم والولايات الأميركية.
حتماً مصلحة بايدن تتقدم على كل ما أحدثه طوفان الأقصى.. لذا علينا أن نشد أزر المقاومة، فقد تغيرت مواقف كثيرة بقوة صمودها.
العالم يتصدع، هذا ما أحدثه الطوفان فهل ينجح بايدن بالوصول لغايته بفترة رئاسة ثانية، وبعدها يلتفت لما أحدثه الطوفان، حتى لو غرق فيه نتنياهو والكيان بأكمله، فلننتظر..