أكثر ما أثار الانتباه على وسائل الإعلام والتواصل مؤخراً هو تصريح تشافي هيرنانديز بعد خسارة البرشا أمام جيرونا والذي قال فيه: إن الفريق أفضل من الموسم الماضي حتى الآن.. ثم تابع: فريقي ليس جاهزاً بعد وهو في طور الإعداد !!
إنه برشلونة الذي نتكلم عنه وليس أي فريق، كما أن تشافي ليس أي مدير فني، وهنا تأتي أهمية التصريحات لتدلنا على الكرة كما يجب أن تكون، في حين نتحدث هنا عن الفريق الأكثر جهوزية عندنا وغير الجاهز، وعلى ما يبدو أننا نفهم الجهوزية بشكل خاطئ تماماً، فتشافي يلقي باللوم على إدارته ويطالب بشدة بلاعب وسط ولاعب هجوم حدد اسميهما بدقة، وهذا ما يلزمه ليكون جاهزاً لليغا ولدوري الأبطال فما الذي يلزمنا لنصل إلى هذه الحالة من الجهوزية في فرقنا؟!
تبدو الإجابة عن هذا السؤال من نوع المضحك المبكي، وتذكرنا بقصة الفقير الذي أخذ زوجته إلى المول الضخم وسألها بعدما تفرجت على الأقسام: ما الذي ينقصنا؟ فقالت: كل شيء، وهذه هي الإجابة الدقيقة، ولكن مهلاً! هل تجوز أصلاً هذه المقارنة بالنظر إلى الواقع والموجود والمتاح؟ وعلى الرغم من أنها لا تجوز إلا أننا لا نقول لأنديتنا ناموا ليلاً واستيقظوا صباحاً مثل برشلونة!! لو مر ألف صباح وليل لن تستيقظ أنديتنا وهي مثل برشلونة، إلا أننا نفتقد حقيقة إلى أهم أركان الجهوزية ونظن أن فريقاً يملك المال وقام بتعاقدات ناجحة ويتصدر الدوري بفارق بعيد عن منافسيه فريقاً جاهزا،ً والصحيح أنه ليس كذلك، فالمسابقة كلها على بعضها مسابقة يتامى وضعفاء وجرحى، بدليل أن ذات الفريق انطفأ في مسابقة شموع إقليمية كان خصومه فيها هم الأضعف إقليمياً ولم يكونوا من دوريات البلجكتورات كالياباني والسعودي..إلخ.
نحن في دورينا نشبه عائلة كل أفرادها لا يملكون أصواتاً جميلة ولا آذاناً موسيقية ثم تراهم يجلسون وحدهم يغنون لبعضهم ويصفقون لبعض ولو حدث وغنى أحدهم في رحلة فسينزله المشاركون أول الطريق كما حدث مع نادينا آنف الذكر فأين الجهوزية في الموضوع؟!
ما نقوله هو أن الحديث كثر مؤخراً عن الجهوزية التي لم نفهم معناها إلا عندما جاءتنا تصريحات تشافي، وسنستمر بالحديث عنها ولن نسكت حتى بعدما علمنا أننا نحتاج ألف سنة ضوئية لنكون جاهزين.