أنتم لا تعرفون راقي ولا أنا أعرفه لكني أستطيع أن أحدثكم عنه كثيراً وبما لايجعلكم تملون بل تقولون لي : ابتعد من هنا ..
وقبل أن تقولوا ذلك سأحدثكم عنه قليلاً ..
راقي هو أنا أو أنت أو أي واحد شخص من لحم ودم التقيه صباح كل يوم وننتظر حافلة العمل يمسك بيديه قبل أن يصل إلي قرصين من المحمرة يلح أن أقاسمه إياها لكني أقسم أني لا أستطيع صباحاً..
يرد بابتسامة أنا رجل (تعيب) أخرج صباحاً ولا أعود إلا بعد الثامنة مساء نبحث عن لقمة العيش بعد الوظيفة ..
افتقدت (راقي) لأسبوع من الزمن وحين أطل لم يكن يمسك بيديه فطور الصباح على غير العادة ..سألته عن غيابه …
قال بروية : كنا مرضى والحمد لله أنا مرضت قبل غلاء الدواء ..أما زوجتي وأبنائي فقد وقعوا بالمرض بعد جنون الأسعار …هل تصدق دفعنا أكثر من ٤٠٠ ألف ثمن دواء دون مراجعة طبيب بعد ..؟
نعم أصدقك فأنا الذي يتقاضى ٢٣٠ ألفاً وهو راتبي التقاعدي أحتاج الآن منه ٢٠٠ ألف أدوية مزمنة ..
وعلي أن أتدبر الشهر بما تبقى ..والحمد لله مازال لدينا ما نبيعه ولو بسعر بخس ..نتدبر أمرنا …
ولا أدري كيف سألني راقي: ماذا نفعل لئلا نمرض ..؟
احترت جواباً ولكني قلت له : إن مرضنا يعالج بالدواء ونتدبر أمرنا ولكن ماذا عن المرضى الشرهين للمال لايشبعون مهما تكدس السحت (المال الحرام) في حساباتهم أولئك هم سرطان الحياة …
سلام راقي الذي لا أعرفك ولا تعرفني لكنك أنت أنا ونحن جميعاً مازلنا نحلم بيد حانية وغد أفضل بورك تعبك الشريف وأنتظرك صباحاً وأنت تحمل قرصي المحمرة لأطمئن أنك استعدت عافيتك ونشاطك.