الثورة-فؤاد مسعد :
على الرغم من الظروف الصعبة إلا أن الحراك السينمائي السوري استطاع خلال العام الموشك على الرحيل تقديم مجموعة لافتة من الأفلام، وترسيخ مكانة متقدمة في العديد من المهرجانات وحصد الجوائز.. والتحدي الذي واجهه لم يكن على صعيد الإنتاج فقط وإنما امتد ليشمل مختلف مفاصل المشهد، مما شكل رهاناً بأن يبقى للحضور السينمائي ألقه ومكانته على الساحة مترجماً تطلعات محبي الفن السابع، الأمر الذي انعكس من خلال إقامة العروض السينمائية والتظاهرات في مختلف المحافظات والمناطق السورية.
وفيما يلي نرصد أبرز المفاصل في الحراك السينمائي السوري خلال عام من خلال ما قامت به المؤسسة العامة للسينما.
أنتجت المؤسسة العامة للسينما فيلماً روائياً طويلاً واحداً هذا العام بعنوان “عتمة مؤقتة” سيناريو وإخراج فراس محمد، في حين تم تصوير مجموعة من الأفلام القصيرة، منها: “أزمة قلبية” إخراج عمرو علي أما القصة والحوار فمشتركة بينه وبين هوزان عبدو، “أسود و أبيض” سيناريو وإخراج علي نبيل إبراهيم ، “أقتل نملة” سيناريو وإخراج حسن بشار إسماعيل، “سوناتا الضجر” سيناريو وإخراج علي العقباني، “شغف” سيناريو وإخراج خالد عثمان، “كما يليق بك” إخراج كوثر معراوي وتأليف رولاف الأيوبي .. وكان للطفل حصة هامة ضمن عملية الإنتاج فقدمت ثلاثة أفلام، هي: “زاوية صعبة” سيناريو وإخراج أيهم عرسان، “براءة” إخراج وليد أحمد درويش وتأليف شادي سالمي رزق، “نجمة” سيناريو وإخراج محمد سمير طحان الذي كتب وأخرج فيلماً آخر للأطفال بعنوان “بوظة” من إنتاج مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
عديدة هي التجارب السينمائية التي قدمت خارج إطار المؤسسة العامة للسينما، منها الفيلم الروائي الطويل “سلمى” وهو تجربة مستقلة إنتاجياً بالكامل دعمتها فعاليات اقتصادية مختلفة، من إخراج جود سعيد وتأليف بالشراكة مع سومر إبراهيم وطارق علاف .. ومن الأفلام التي تم إنتاجها ضمن إطار القطاع الخاص نذكر: فيلم “رافقتكم السلامة” إخراج إبراهيم هشام ملحم، الفيلم الوثائقي “قمر دمشق” سيناريو وإخراج نضال سعد الدين قوشحة، الفيلم الوثائقي “الصليب المكسور” إخراج يزن أنزور وفكرة الدكتور كمال الجفا والنص لمحمود عبد الكريم.
عروض وفعاليات
في خطوة هي الأولى من نوعها أقامت مؤسسة السينما مسابقة سيناريو الفيلم الروائي الطويل المخصص للطفل وفاز فيها نص بعنوان “كهف الأحاجي” للكاتبة شذى غسان يونس .. كما تم إطلاق موسم جديد من دبلوم العلوم السينمائية وفنونها، وصورّ خلاله أفلاماً طلابية .. واستكملت المؤسسة تصوير أفلام مشروع دعم سينما الشباب .. وعلى صعيد المطبوعات غابت سلسلة كتب “الفن السابع” في حين استمر صدور المجلة الفصلية المتخصصة “الحياة السينمائية” .. ومن الأنشطة أيضاً استمرار العمل ضمن المكتبة الوطنية السينمائية “السينما تك”، وتقديم أفلام سينمائية ضمن بيت السينما.
أنجزت المؤسسة عدة تظاهرات سينمائية “أفلام العطلة الانتصافية، عروض أفلام عيد الأضحى، عروض عيد الفطر”.. وقدمت عروضاً لعدد من الأفلام، من بينها “الطريق” إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، “رحلة يوسف” إخراج جود سعيد، “الحكيم” إخراج باسل الخطيب، وأطلقت عرض الفيلم القصير “أماني” ضمن حملة أوقفوا عمالة الأطفال بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال .. في حين أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع المؤسسة فعاليات “أيام السينما في الجامعة” وعرض خلالها أفلاماً في دمشق وعدة محافظات أخرى.
وضمن إطار الأنشطة السينمائية أقيمت الدورة 6 من مهرجان السويداء للأفلام القصيرة، أما الدورة 4 من المهرجان الإلكتروني للأفلام القصيرة فتم تنظيمها برعاية المؤسسة العامة للسينما.
حضور سينمائي
حقق المبدع السوري حضوراً لافتاً في عدد من المهرجانات، حيث حضر المخرج نجدة اسماعيل أنزور حفل افتتاح الدورة 25 من مهرجان شنغهاي، وشارك فيلمه “دم النخل” في مهرجان “الباندا الذهبي السينمائي” بدورته الأولى في مدينة تشينغدو الصينية، وكانت السفارة السورية في طوكيو قد أقامت فعالية لعرض فيلم “دم النخل” مترجماً للمرة الأولى إلى اللغة اليابانية، بمناسبة ذكرى استشهاد عالم الآثار د.خالد الأسعد على يد تنظيم “داعش” الإرهابي .
شارك الفنان فراس ابراهيم في عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي، وتم تكريمه في حفل الافتتاح، وشاركت د.لمى طيارة في لجنة تحكيم أفلام الورشات ضمن المهرجان نفسه ..أما في الدورة 8 من مهرجان القدس السينمائي الدولي فترأست الفنانة أمل عرفة لجنة تحكيم سيناريو الأفلام القصيرة .
مهرجانات وجوائز
حصدت العديد من أفلام المؤسسة العامة للسينما جوائز في مهرجانات عربية وعالمية، منها:
فيلم “الحكيم” إخراج باسل الخطيب وتأليف ديانا جبور وحصد جائزة التحكيم الخاصة “العنقاء البلورية” من مهرجان فجر الدولي في إيران، وجائزة أفضل فيلم متكامل في مهرجان سينيمانا الدولي في سلطنة عُمان وتم تكريم الفنان دريد لحام، كما عُرض الفيلم في مهرجان “زهرة كندا العربي الثاني”، وفي الدورة الثانية لمهرجان أيام السينما العراقية حيث كانت “السينما السورية” ضيف شرف المهرجان وكُرِّم فيه كل من المبدعين دريد لحام وصباح الجزائري وباسل الخطيب.
فيلم “الطريق” إخراج عبد اللطيف عبد الحميد وسيناريو مشترك بينه وبين عادل محمود، حصد جائزتين هما الذهبية الكبرى بتصويت الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان “Cinealma” بفرنسا، وكان الفيلم قد شارك في الدورة 2 من مهرجان كازابلانكا للسينما المستقلة ومهرجان شرم الشيخ للسينما العربية، وسبق له الفوز بثلاث جوائز في العام الماضي ضمن الدورة 33 من أيام قرطاج السينمائية “جائزة أفضل سيناريو وجائزة الجمهور وجائزة أفضل ممثل للفنان موفق أحمد”.
فيلم “رحلة يوسف” إخراج جود سعيد، فكرة مشتركة بينه وبين الفنان أيمن زيدان، سيناريو وسام كنعان وجود سعيد، نال جائزة أفضل سيناريو في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة 4 من “مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي”، وفي إيطاليا حصد ذهبية أفضل فيلم بمهرجان ساينتو الدولي لسينما المؤلف في دورته العشرين وذهبية مهرجان تارانتو السينمائي الدولي بنسخته الثامنة، وكان الفيلم قد شارك في عدة مهرجانات بما فيها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 44، مهرجان جنيف الدولي للفيلم الشرقي في دورته الـ 18، والدورة 12 من “أفلام الجنوب” مهرجان السينما العربية في بروكسل وتم فيها تكريم المخرج.
وللأفلام القصيرة حصة من المهرجانات، حيث شارك فيلم “إنعاش” سيناريو وإخراج عمرو علي في مهرجان الدار البيضاء للسينما العربية، كما نالت بطلته ربا الحلبي تنويهاً خاصاً للأداء في مهرجان جربة للفيلم العربي بدورته الثانية في تونس. وحصد فيلم “يوم عادي جداً” سيناريو وإخراج أنس زواهري عدة جوائز من بينها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الشرقية السينمائي الدولي في عُمان . أما المخرج المهند كلثوم ففاز فيلمه “فوتوغراف” سيناريو بثينة نعيسة بالجائزة الفضية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب في دورته الأولى في مصر، وحصد المخرج نفسه عن فيلم وثائقي قدمه خارج المؤسسة “روح الشرق” جائزة أفضل إخراج في الدورة الخامسة من مهرجان النور السينمائي الدولي في المغرب.