الثورة – فاتن دعبول:
تضامنا مع أهلنا في غزة، أقام مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنياً لطلاب المعرض، يعبرون من خلاله عن مشاعرهم عبر اللون والريشة، وبأنهم يقفون إلى جانبهم وبأمل كبير بالنصر والخلاص من هذا العدو الغاشم الذي يسلب براءة الطفولة ويقتل الشعب بوحشية كبيرة.
– الأمل كبير..
وفي افتتاحها للمعرض بينت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أن المعرض هو تعبير راقٍ جداً عن الحزن والغضب، وعن الأمل أيضاً بأن كل ما يحدث في فلسطين المحتلة، إنما هو طريق إلى التحرير ونحو مستقبل أفضل.
وأضافت: إن كل طالب يعبر بطريقته في هذا المعرض الذي يقام في مركز أدهم إسماعيل، هذا المعرض تحدى ظروف الحرب، وأعداد الطلاب فيه بازدياد، ما يؤكد دوره في رفد الحركة التشكيلية بفنانين آمنوا بدور الفن في المجتمع، وفي إهدائهم هذا المعرض لأهلنا في غزة والأمل الموجود في هذه اللوحات، إنما هو دليل على أن شبابنا لديهم أمل كبير بالمستقبل، وأن لا شيء يقف عائقاً أمام طموحاتهم.
– فن مقاوم..
وأوضح رئيس مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية قصي العبد الله الأسعد أن المعرض الذي جاء تحت عنوان” عيوننا إليك” ضم 103 لوحات فنية وبتقنيات مختلفة وبمشاركة 90 فناناً، إنما هو تلبية لرغبة الطلاب الفنانين للتعبير عن مشاعرهم وأوجاعهم وما يدور في داخلهم ومواقفهم من القضية الفلسطينية بالعموم، وعن أشقائنا في غزة على وجه الخصوص، من خلال اللوحة بموضوعها وطريقة رسمها وألوانها والإحساس المنبعث منها.
وأضاف: عيون فناني مركز أدهم إسماعيل ترحل كل يوم إلى غزة، لتوثق وتصور ما يجري من أحداث خلال الفترة الماضية عبر أعمالهم ولوحاتهم، لأن المنتج الثقافي بكل أجناسه لا يقل أهمية عن السلاح في المقاومة والتصدي، وهم يؤكدون استمرارهم بتقديم المنتج الثقافي الفني التشكيلي المقاوم وفضح ممارسات الاحتلال اللا إنسانية حتى النصر وتحرير فلسطين العربية.
– الفنانون: تضامناً ودعماً..
وبينت علياء رحمة الراعي، مدرسة في المعهد ومشاركة بالمعرض، أن المعرض يسلط الضوء على القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من جرائم بحق الطفولة والكهولة والمجتمع الفلسطيني بكل أطيافه من قتل وتهجير وإبادة، وقالت: نحن كفنانين علينا أن ندعم من خلال أعمالنا أهلنا في فلسطين ونقف إلى جانبهم.
وعبر محمود شباط المدرس في المركز في لوحته عن حضور الرجل الفلسطيني في التاريخ وفي رمزية الأرض والمقاومة والقضية الفلسطينية، وهذا كله من وحي ما يجري في غزة من حرب مدمرة للحجر والبشر.
وتقول سارة زراق طالبة في المعهد: جاءت مشاركتي في هذا المعرض كنوع من التضامن مع أطفال غزة، وعبرت من خلال لوحتي عن طفل يتطلع بحزن إلى ذاك الخراب الذي خلفته الحرب، لكنه لم يفقد الأمل، وتعابيره تشير إلى الأمل بالنصر على الأعداء مهما طال زمن الطغيان.
وتؤكد الطالبة آكاد عماد نداف عبر لوحتها عن الأمل الذي يعيش داخل ذاك الطفل الذي يتطلع إلى شعاع الشمس الذي يتسرب إلى ملجئه المعتم، ويشعر بالقوة والثقة بأن الأبطال لابد أن يكون النصر حليفهم.
بينما تصور الطالبة رنيم رشيد الطفولة في فلسطين وكيف تسلب حقوقها كاملة، فلا أهل ولا بيت، بل الدمار يعم المكان، ومع ذلك فنحن ندعم هؤلاء الأطفال، ونتمنى أن تصل رسائلنا هذه إلى العالم جميعه.
واختارت الطالبة راما الأحمر للوحتها صورة طفلين في حالة تثير الألم في نفس المشاهد، بهدف تسليط الضوء على أبشع ممارسات الاحتلال الصهيوني، ضمنتها حفنة من مشاعر الحب والاحتواء ودفء العائلة والسلام الداخلي.
و عبرت لوحة الطالب مهند علي مسنة غزاوية عن كل أم فلسطينية فقدت أبناء وأحفاد، هي فلسطين الثكلى، المعمرة وسط الدمار، على الرغم من تكالب الغزاة عليها قروناً.