الملحق الثقافي- خالد عارف حاج عثمان:
واقع اللغة العربية اليوم.. وواجبنا نحوها… وأجيالنا واللغة .. اللغة في مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك ..من قضايا وضعناها بين أيدي المشتغلين باللغة والمهتمين من لغويين وأدباء ومستخدمين لها فصيحة من قريب أو بعيد..وقد أدلوا بآرائهم ووجهات نظرهم وخلاصة تجاربهم:
*- اللغة العربية إحدى أهم اللغات في العالم..
وتتابع الشاعرة عائشة السلامي فتقول:
تعد اللغة العربية إحدى أقدم اللغات في العالم وأعرقها وتعود أهميتها للدين الإسلامي التي هي نواة تعاليمه وتعود قصة أهميتها للعصر الجاهلي إذ برع العرب فيها بنظم الشعر وقوة بيانهم، فجاء القرآن الكريم متحدياً جزالة لسانهم بكلام سماويٍ على لسان نبيٍ أميٍ فكان القرآن معجزة عصره.
ومن هنا جاءت أهمية اللغة العربية وعدم اندثارها عبر السنين، وكذلك تلونت بالنوع كالشعر والنثر ثم تزينت بالتشابيه والصور البيانية، فكانت كبستان وردٍ تحلى بكل عطر ولون فبرع في بيانها أسلافنا العرب حتى إنهم كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية لتلقي فنون الخطاب فيها ..
لكننا اليوم وللأسف الشديد بتنا نشاهد بأم أعيننا التردي الكبير لهذه اللغة العظيمة وصرنا نشهد انهيار هذا الطود العظيم وخصوصاً بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق كبير وكيف صار الكبار والصغار يكتبون باللهجة المحكية حتى كادوا أن ينسوا اللغة وقواعدها، وحتى إنهم أصبحوا يخطئون في لفظ الحروف ومخارجها، ومن هنا لاحظ المهتمون بهذه الظاهرة مما جعلهم يخصصون يوماً للغة العربية ليتحدث بها الناس على أوسع نطاق ممكن علماً أنها تحتل كل الأيام لأنه ما من يوم يمر إلا ويرفع الأذان في المساجد وما من يوم إلا ونصلي فيه للخالق ..
*- اللغة العربية وعاء التحديات..
دعد غانم الشاعرة تجيب:
اللغة العربية وعاء الثقافة أقدم تجليات الهوية على أساس أنها لغة مشتركة تجعل كل فئة من الناس جماعة واحدة ذات هوية مستقلة.
اللغة العربية اسم مشتق من الإعراب عن الشيء أي الإفصاح عنه، وهي تعني من حيث الاشتقاق لغة الفصاحة وتعد من أكثر اللغات انتشاراً في العالم ،وتكمن أهميتها أنها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب، وهي من أهم عوامل البناء في محتلف الحضارات والثقافات
وبحكم أن اللغة العربية هي اللغة الأم فإن واقعها يعد موضوعاً له علاقة مباشرة بالحياة الثقافية والاجتماعية
لأنها أداة للتواصل بين الأفراد والمجتمع
ولأنها كائن حي يتأثر بحضارة الأمة ونظمها وتقاليدها وعنصر فعال في الحضارة وعامل مؤثر في النهضة
لكن.
للآسف وضع اللغة العربية غير مريح، وهي مهددة في وجودها وبقائها، نتيجة التآكل التدريجي لوظائفها في المجتمع، واستنزاف نقط قوتها الرمزية والنوعية والوظيفية، وفقدانها لمواقعها التاريخية والحضارية والثقافية والعلمية والتواصلية
خطوة. الألف. ميل. تبدأ. بخطوة
مسؤولية الجميع
وما علينا نحن في مواجهة العولمة التي ترجو مسح معالم لغتنا الحبيبة الخالدة فإن الدور ليس فقط على المثقفين والقطاع التربوي فحسب بل على البيت الدور الفعال في إنتاج الجيل المتسلح بأصول اللغة وحب هذه اللغة، علينا كلاً هدف واحد هو نشر الوعي بين الناس على وجه الخصوص وتوعية الجيل الجديد على وجه العموم حتى يكبر وفي قلبه حب اللغة…
*اللغة وعبقرية الناطق ..بهذا عنونت الأستاذة الشاعرة والمتخصصة باللغة العربية «أحلام الرفاعي»:
الحديث عن عبقرية لغة معينة.. مرونتها وكفاءتها.
قدرتها على تمثّل الوجود والعالم والتاريخ أبداً.. يُفضي إلى القول بقداسة اللغة قائمة بذاتها. عنصراً وجودياً مستقلاً ومتعالياً مُستَمداً من طبيعة إلهية
. الآلهة تكلمت بلسان عبادها بكتبها.. بلغتهم. تبنّتها وعَزَتْها إلى ذاتها غير منفصلة عنها.
وهي بهذه الحالة بعضُها.. ويكون تميّز متكلميها عبرها باعتبار قداستها وحسب.
بالأصل. كل اللغات هي من صنع الناطقين بها
..وليس العكس
..تتميز اللغة بعبقرية أصحابها. هم يصنعونها ولا تصنعهم. تعلو بقدراتهم وتطورهم وتتجدد..وتنحسر بتراجعهم
. هم من يمنحها المكان والموقع. وليست هي اللغة التي أوجدت الفرق بين المفردات ومترادفاتها.
ولا بين الصفات والنعوت..ولا تخصيص كل فعل أو اسم بمقابله الوجودي.بل الناس. الناطقون.
الإطلاق والتخصيص والتعميم في اللغة ليس من خصائص التفرد أو الرقي فيها. كثير من القواعد اللغوية غير معروفة الجدوى. لا تقدم أو تؤخّر في فهم العبارة. وحقيقةً..القواعد اختلفت من مكان لآخر لدى متكلمي اللغة ذاتها.
واجه الناطقون اللغة وطوّعوها. اعتمدوا تبسيطها.أوجدوا لها دورها الوظيفي..في كل مناحي الحياة……
في الأدب والعلوم والصحافة والقانون.
خرجوا على قواعدها بجرأة خالق اللغة.
وتجاوزوا مفردات منها لا تنتمي إلى زمنهم. لغة البداوة والصحراء..أسماء السيف والأسد.. الحصان…والناقة
وحلت محلها عند أهل السواحل أسماء وصفات وعبارات ومفردات تتعلق بالطبيعة والفن والجمال كالبحر… ..المطر.
ولو كانت اللغة قائمة بذاتها، لما جاز التبديل والانتقال فيها مع المكان،أو إغفال أية مفردة منها، ولما اتصلت بالحياة تطوراً وتحولاً وإضافة، اللغة ثقافة حياتية..ثقافة الناس..ليست ثقافة لغة منفصلة.
ولم توجد قبل وجودهم..وإن كان من تقدير واجب.فهو لعبقرية الناطق..وليس لعبقرية المنطوق..
*-اللغة العربية فخرنا..
الكاتبة زهراء قوجة:…
اللغة العربية فخرنا
مابين الألف والياء تكمن قصتي لقد نقشت إصراري على النجاح بكل حرف من حروف لغتي الجميلة جعلت من تلك الحروف وسيلة من وسائل التعبير عن النفس وهم بصراحة من أجمل وأفضل الوسائل التي من الممكن استخدامها في هذا المجال لغتي تعد أفضل اللغات في العالم لاحتوائها على بحور من الكلمات والألفاظ والمرادفات لغتي هي لغة القرآن لغة الصاد لغتي هي الفن بحد ذاته أحياناً أفكر كيف يمكن أن يكون الألف من الشعوب رغم اختلاف ثقافتهم وأماكن عيشهم إلا أنهم ينطقون باللغة ذاتها ولكن تختلف اللهجة بينهم إلا أنهم يتحدثون بنفس اللغة حقاً إنها لغة جميلة وعظيمة هذه هي لغتي (اللغة العربية الموحدة لجميع الشعوب والقبائل في الوطن العربي)
(عربية وأفتخر)
*- محاربة الدعوات المشبوهة الضاربة للغة العربية..
حول ذلك تؤكد الأديبة الروائية والقاصة ورائدة تدريس اللغة العربية في مدينتها..ملك حاج عبيد قائلة:
من أهم مقومات الهوية العربية هي اللغة العربية فهي من أول الروابط التي تجمع العرب من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي هي حاملة التاريخ والثقافة هي لغة العلم التي سادت العالم أيام قوة الدولة العربية باعتراف مفكرين غربيين منصفين وهي لغة الوجدان بما حملته من شعر وقص وحكم وأمثال.
ولنا في تجربة الجزائر خير دليل على اقتران الهوية باللغة فقد حاولت فرنسا فرنسة الجزائر، فجعلت الفرنسية لغة التعليم والمعاملات الرسمية، وحاربت التعليم الديني الذي يتخذ العربية لغة له، فكان أول ما فعلته الجزائر بعد الاستقلال هو تعريب التعليم وجعل العربية هي اللغة الرسمية للبلاد واندفع الأشقاء العرب يساعدونها لاستعادة هويتها وانتمائها.
لكن لغتنا العربية ومنذ مطلع القرن العشرين تواجه خصماً عنيداً يحاول القضاء عليها، فطلعت علينا فكرة استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية بدعوى أن العربية غير قادرة على استيعاب العلوم الحديثة وطلعت علينا دعوة الكتابة بالعامية وهبت علينا دعوات مشبوهة تريد النيل من اللغة العربية تحت مسميات متعددة، ولكن هذه الدعوات جوبهت بمقاومة شجاعة من أدباء ومفكرين واعين لما وراء هذه الدعوات من محاولة لفك ارتباط العرب ببعضهم.
أما واقع اللغة اليوم فمازالت العربية لغة التعليم والعلم والأدب والإعلام، أما على المستوى غير الرسمي فإننا وللأسف نجد البعض يطعم حديثه بمفردات أجنبية (توهما بالرقي) مع أن بعضهم لايعرف من اللغة الأجنبية إلا هذه الكلمات وفي بعض وسائل الإعلام يخرج علينا مقدمو برامج جهلة لم يسمعوا باسم أبي العلاء المعري فينطقون اسمه أبو علاء
وكأنه جارهم أما أسماء المحال التجارية والمقاهي والمطاعم، فأصحابها يعتقدون أن من الرقي أن يطلق عليها اسماً أجنبياً مثل سوسيت – مومينتو – داون تاون … والأسماء العربية أجمل منها بألف مرة ولكن هو انبهار الضعيف بالقوي ومظهر من مظاهر التفرنج.
أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض ولا أقول الكل يكتب باللغة العامية فيصبح قلبي البي وإن شاء الله إنشاء الله.
لغتنا العربية لغة جميلة قوية قديمة فتية قابلة للتجديد ومواكبة العصر هي اللغة الثامنة في العالم انتشاراً حسب تصنيف الأمم المتحدة، فهي لغة العرب ولغة القرآن الكريم بالنسبة للمسلمين هي لغة العلم ولغة الوجدان ولغة الحديث والحفاظ عليها يعني الحفاظ على الهوية العربية وعلى الرابط الذي يجمع العرب ويوحد بينهم، وذلك من خلال العناية بتعليمها من قبل معلمين أكفاء يتقنونها فعلاً فقد ظهر جيل من المعلمين يحتاج نفسه إلى تعليم وإتقان للغة حتى يستطيع القيام بهذه المهمة النبيلة مهمة الحفاظ على لغتنا وصونها من التشويه وتبقى محاولة إضعاف اللغة العربية والنيل منها محاولة مشبوهة لضرب الانتماء العربي.
*-معجزة الحروف الثمانية والعشرين حرفاً…
تلك التي أربكت المعاجم. وأربكت لسان العرب..وأربكت البحور تغزل القوافي من نسيج الدم فخرجت من ثوب المعاني
ثمانية وعشرون حرفاً
صنعوا منها أجمل القلائد على أعناق الكتب..
وتتابع الشاعرة منى حبابة قولها: لقد استباحت الحروف بعطرها كل القوانين والقواميس ولم تحصر نفسها في قضية واحدة..فهي موسوعة بلا حدود..
اللغة العربية تشبه الرياضيات فهي مثل العمليات الحسابية والذهنية ..الاختلاف قائم ببن أرقام وحروف مع صعوبة
التحليل والفك والتركيب تأويل وغير ذلك من التأويل عدا عن المعاني المتعددة في كلمة تغير المعنى إن وضعنا التشكيل.
اللغة العربية فلسفة معقدة السهل الممتنع في الغنة وبلا غنة في تضخيم الصوت وترقيقه.
اللغة العربية باب كبير إن دخلنا منه ندخل لمدينة العلم تغتسل بماء طهور حين تحاول الحروب تدنيسها بفعل الاحتلال وكان أول شرط جعل اللغة العربية لغة رسمية في البلاد لتكن موجودة وعدم طمسها أو تغريبها.
فهويتنا لاتمحو تجذرنا بها خرجت منها ملايين الكتب ومازلنا نكتب دون ما لانهاية.
اللغة العربية عجزت عن إيجاد الحرف التاسع والعشرين اكتفت لتحي وتميت.
اللغة العربية لنا تلقننا هويتنا لأننا لانعرف من أين أتينا من أي بلاد وعلى أي رحلة نروح وأي منفى ننزح..
القرآن الكريم كفيل بأن يجمع كل الشتات ويقوّم لسان الضاد..
*-الشاعرة تغريد الخليل..تحدثت إلينا شعراً..
لغة الضاد ..تطريز
ل..
لغتي الشمس ..الوهج ..النار
تهتف ألحان الغيتار
تهمس للجدول أشعار
تسكب وكافة أمطار
غ
غيظٌ للأعداء
تفرش بهجة في الأمداء
تنثر ريحاناً أو فلاً
تعبق عطراً في الأجواء
تلهب في الروح معانيها
تسبك ذهباً لا تحتار
تختال سمواً وبهاء
تزدان بوَشْيٍ وفخار
ا..
الله الخالق يرعاها
أنزلها لغة القرآن
وتبنّاها حفظاً وهدى
أبلغ بل أقوى برهان
لغتي بحر دون قرار
فيه اللؤلؤ والمرجان
درٌّ يكمن في الأعماق
لن يكشفه ويلبّيه
إلا الغواص الفنان
ضمّت لغتي كل بيان
حصدت أفلاكاً أقمار
رصدت كل نجوم الكون
لتزين عنق الأشعار
أنتسب إلى لغة الضاد
هي وطني الأم..
التحنان
لغتي برداً لي وسلام
إن وقعت في جوفي النار
دورة عمري فيها نماء
فيها الخصب والازهار
فيها الخير وكل الحب
أحسبها جنة أسفار
وتبقى لغتنا قوية متماسكة تتحدى الاختراق والسياسات الساعية إلى تخريبها أو النيل من بهائها…
وهي تتصدى لكل الصعوبات التي تواجهها ولاسيما العولمة والإقليمية والعامية والأنكلوعربية والعجمة وغيرها من التحديات بجهود أبنائها ومدرسيها والمشتغلين بها من الشعراء والكتاب والنقاد…
ويكفيها فخراً أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كانا بلغة عربية فصيحة لاتأتيها العجمة من بين يديها..
ويكفيها فخراً محبة أبنائها في النضال من أجلها لصونها والحفاظ عليها..
أليست لغة أهل السماء والجنة..؟!!!
العدد 1172 – 19 -12 -2023