تداعيات اللغة العربية.. الشعر أنموذجاً

الملحق الثقافي- محمد خالد الخضر:
لا يمكن لأي منظومة ثقافية أو لغوية أن تعوض عن اللغة العربية مهما كانت في المقدمة بحجة الحداثة التي أوصلتها وسيلة قد لا تكون هذه الوسيلة بصالح المجتمع، وهذا هو الأغلب ..لهذا تمخضت منظومات متعددة على الساحات الثقافية وأخطرها الغزو الثقافي الذي نامت عنه أعين المثقفين، وبدأ هذا الطارء لتمزيق اللغة العربية بما فيها إرث أصيل منذ أن لوح العصر العباسي بالانتهاء، وبدأ العصر الأندلسي بتمزيق أو تغير الشكل الشعري على سبيل المثال، وفي ذلك العصر تراجع الشعر إلى الموشحات والسجع، وبدأت تطلعات العدو إلى أكثر من ذلك لإضعاف الحالة الثقافية العربية .. ولتتراجع القاعدة الشعبية عن تأثرها عاطفياً ووجدانياً بالشعر الذي كان ديوان العرب، وكان المحرك الأكثر تأثيراً على مشاعرهم وتحريضهم لمواجهة الغزاة والمعتدين.
ولا يخفى على أحد ما تسرب إلى كرامة المنظومة الشعرية تحت تسمية (هايكو)، والهايكو حالة اصطناعية خلافاً للأسس الأخلاقية التي يتكون منها الشعر الذي يأتي تلبية لموهبة تكونها أسس وبنيات جمالية أهمها العاطفة التي لا يمكن أن تكون مصطنعة، وغير ذلك ما أنجبته الحداثة التآمرية على يد الغربيين ومن يحركهم من أجل قطع تواصل العربي مع أمة العروبة المكونة من أصالة أهم مقوماتها هي الشعر العربي.
وهناك مؤشرات ومعارف أطلقها قادة ومبدعون ومفكرون كمواجهة الغزو الثقافي ومواجهة الليبرالية الأميركية الحديثة التي أطلقها قائد عربي عام 2020 وهو بشار الأسد وأهم الأسس في المواجهة هي حماية اللغة العربية والتي استفحل كثير من المأجورين في محاربتها في الوسائل الإعلامية الإلكترونية التي صنعت لذلك ولهف وراءها كثير دون معرفة ..وعلينا ألا ننكر أن اجتماع الأمة على لغة واحدة هو قاهر لأعدائنا لأن هذا الاجتماع من أهم مقومات الأمة والتحالف .. فبدأ المتآمرون أو المآجورون بدعم مايسمى الشعر المحكي، وعلى سبيل المثال هناك في أي منطقة عشرات القرى ولكل قرية لهجتها فإذا ذهبنا إلى كل لهجة وصنعنا كالصناعات البلاستيكية شعراً سنذهب كالثعالب نقتتل في الساحات. وأيضاً هناك تسميات مختلفة ومصطنعة ومخترعة لا تمتلك أي أساس في الحقيقة، ولا يخفى على أحد أن هناك كلمات عامية في بعض الأرياف تعتبر قمة المديح وفي أرياف أخرى تعتبر قمة السوء، وفي الواقع لو اجتمعنا على محبة اللغة العربية على الأقل في المواقف الرسمية لما فقدنا شيئاً من قوتنا.
تعالوا نقرأ: (هل تفضلون أن نقول محمد على صفحات التواصل الاجتماعي أو كما سربها كثير مهمد وغرام أم جرام) وقس على ذلك.
وإذا ذهبنا إلى عالم آخر وقرأنا بيتي شعر لنزار قباني ..
زمانك بستان وعصرك أخضر
وذكراك عصفور من القلب ينقر
تضيق قبور الميتين بمن بها
وفي كل يوم أنت في القبر تكبر
وقول النابغة في عصر تطور الشعر..
كأنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
هل نجد في الهايكو وعمه وخاله كله أجمل من هذين القولين لشاعرين واحد منهما قديم وواحد منهما حديث والتزم كل واحد منهما بمقومات الشعر واللغة العربية والأصالة، وإن كان هناك أجمل سأقدم اعتذاري ولكن بكل ما أملكه من تحد أقدم أيضاً بيت شعر للجواهري:
وحين تطغى على الحران جمرته
فالصمت أفضل مايطوى عليه فم.
واشتدت الحملة على اللغة العربية منذ احتلال العهد العثماني للأراضي العربية واحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين نظراً لقوة العروبة وشعرها في المواجهة فلا ضير أن تتمسكوا أيها المثقفون بشرف لغتكم وتحفظ بيت الشعر الذي يقول:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
                           

العدد 1172 – 19 -12 -2023  

آخر الأخبار
افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق وزارة الخزانة الأمريكية تصدر الترخيص 25 الخاص بسوريا .. رفع العقوبات وفرص استثمارية جديدة وتسهيلات ب... مجلس الأمن يمدد ولاية قوة "أوندوف" في الجولان السوري المحتل إعلام أميركي: ترامب يوقع اليوم أمراً تنفيذياً لتخفيف العقوبات على سوريا عودة مستودعات " الديسني" المركزية بريف بانياس تكريم الأوائل من طلبة التعليم الشرعي في التل انعكس على الأسعار.. تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار "الاقتصاد".. منع استيراد السيارات المستعملة لعدم توافق بعضها مع المعايير ١٥ حريقاً اليوم ..و فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لوقف النيران الشيباني يبحث مع وفد من“الهجرة الدولية” دعم النازحين وتعزيز التعاون "السودان، تذكّر" فيلم موسيقي عن الثورة والشعر ٥٢ شركة مشاركة... معرض الأحذية والمنتجات الجلدية ينطلق في حلب