يومٌ واحد لا يكفي ..!!

الملحق الثقافي- سهيلة إسماعيل:
تعتبر اللغة العربية من أقدم وأجمل اللغات، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الشعر القديم بألفاظه البليغة الموظفة توظيفاً صحيحاً لإيصال الفكرة للقارئ أو السامع، وصوره البيانية المعبرة وموسيقاه الشعرية ومعانيه العميقة، كما أن اللغة العربية تتميزعن غيرها من اللغات بوجود أحرف خاصة بها كحرف الضاد؛ ومن هنا جاءت تسميتها بلغة الضاد .
لقد تغنّى بها وبجمالها شعراء كثركالمتنبي وحافظ ابراهيم ، حيث قال الشاعر حافظ ابراهيم متكلما بلسان اللغة العربية :
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي
لكن هل لغتنا بخير اليوم ؟
طبعا إن الجواب على السؤال هو النفي، فلغتنا ليست بخير، ولا سيما مع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتس آب وغيرها من الوسائل الأخرى، حيث نعمد- جميعاً- إلى الكتابة باللغة العامية، ما يساهم بالإساءة للغة والوقوع في أخطاء كثيرة والأمثلة كثيرة عن الكم الهائل من الأخطاء المسيئة للغة ولمستخدميها في الوقت نفسه، بالإضافة إلى ابتعاد الدارسين وفي مختلف المراحل التعليمية عن التعمق في اللغة العربية ، بذريعة أنَّ اللغة العربية القديمة غير مفهومة ، فيعمدون إلى استخدام ما هو دارج وسهل، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث في قواميس أو مراجع لتقوية لغتهم . لذلك علينا كأفراد ومؤسسات أن نعمل ما بوسعنا للحفاظ على مكانة لغتنا، وتطويرها والتطويرهنا يكون بالعودة إلى منابع اللغة والتعمق في دراستها وليس بإدخال مصطلحات أجنبية عليها، والعمل على تشجيع جيل الشباب وتحفيزه للاهتمام بلغته فهي مكون مهم جداً من مكونات وجودنا وهويتنا الثقافية والمعرفية .
وإذا كانت كلّ محافظة من المحافظات السورية قد شكَّلت لجنة تسمى لجنة تمكين اللغة العربية . مهمة اللجنة الاحتفاء بيوم اللغة العربية الذي يصادف في الثامن عشر من الشهر الحالي، فإن ذلك -لا يكفي – لأن لغتنا الجميلة تحتاج إلى أكثر من يوم وأكثر من لجنة للاحتفاء بها ، والدخول إلى بساتينها الشاسعة والوارفة لقطف أجمل الأزهار، أزهار تنشر شذاها وسع الفضاء الرحب ليملأ الكون . وبذلك نحافظ على مكانتها وننقلها بأمانة إلى الأجيال القادمة لتتوارثها وتفتخر بهذا الإرث العظيم. ولا يعني الاهتمام باللغة العربية إهمال اللغات تعلم لغات أخرى سواء على الصعيد الشخصي أو العام ، بل على النقيض من ذلك ، إن تعلم لغة أخرى يزيدنا تمسكاً بلغتنا الأم لأن جمالها لا يضاهيه جمال آخر .
                           

العدد 1172 – 19 -12 -2023  

آخر الأخبار
"مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات مصادرة أسلحة في الصنمين مخبز بلدة السهوة.. أعطاله متكررة والخبز السياحي يرهق الأهالي عودة الحركة السياحية إلى بصرى الشام خبير اقتصادي لـ"الثورة": "الذهنية العائلية" و"عدم التكافؤ" تواجه الشركات المساهمة اشتباكات حدودية وتهديدات متبادلة بين الهند وباكستان الرئيس الشرع يلتقي وزير الزراعة الشيباني أمام مجلس الأمن: رفع العقوبات يسهم بتحويل سوريا إلى شريك قوي في السلام والازدهار والاقتصاد ... "الصحة العالمية" تدعم القطاع الصحي في طرطوس طرطوس.. نشاط فني توعوي لمركز الميناء الصحي  صناعتنا المهاجرة خسارة كبيرة.. هل تعود الأدمغة والخبرات؟ ترجيحات بزيادة الإمدادات.. وأسعار النفط العالمية تتجه لتسجيل خسارة تركيا: الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك مع سوريا