الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
اعتاد المواطنون في محافظة حمص “مدينة وريفاً” على استلام حصتهم من مادة مازوت التدفئة من بداية شهر آب، حيث تعلن الجهات المعنية بالمحافظة عن بدء عملية التوزيع، لكن هذا العام لم يبدأ التوزيع حتى بداية الشهر التاسع، ومن المعروف أن محافظة حمص تتميز بشتاء بارد جداً، وفي ظلّ غلاء المحروقات وضعف القوة الشرائية لدى المواطن فإن الغالبية العظمى يعولون على الـ 100 ليتر التي تعطى لهم على دفعتين عبر البطاقة الذكية، وعلى الرغم من قلة الكمية فإن لسان حالهم يقول: “الرمد أفضل من العمى”.
حيث أكد أحد المواطنين لـ “الثورة” أنه في العام الماضي لم يضع أي وسيلة تدفئة في منزله، وأصيب أولاده بعدة أمراض بسبب البرد، فيما قالت سيدة أخرى”: حتى الآن لم تصلني رسالة المازوت وقد أصبحنا في عزّ الشتاء..” فإذا كانت ستصلني في نهاية كانون الثاني أو في آذار فلن أستلم مخصصاتي لأن أيام البرد تكون قد ولّت مع اقتراب فصل الربيع..!!
بالإضافة إلى عدة شكاوى تلقاها مكتب الصحيفة في حمص وكلها تفيد بتأخر توزيع مازوت التدفئة.
الكميات قليلة
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك والثروة المعدنية بمحافظة حمص المهندس عمار داغستاني أفاد: “بدأنا عملية التوزيع في الثاني من الشهر التاسع وحتى الآن وصلت نسبة التوزيع في المدينة والريف إلى ما يقارب 47% من الدفعة الأولى، أي تم التوزيع لـ 220 ألف عائلة من أصل 440 ألف في المحافظة، مضيفاً: من المتوقع أن يحصل المواطنون على مخصصاتهم من المازوت حتى ولو تأخرت الرسائل بعض الشيء بحسب ظروف توفير المادة ومع قلة عدد الطلبات المخصصة للمحافظة فإنه من المتوقع أن يتم البدء بتوزيع الدفعة الثانية في بداية الشهر الثالث من العام القادم.
وأشار لـ “الثورة” إلى توزيع ثلاثة صهاريج يومياً ويأتي للمحافظة 22 طلباً ونصف طلب فقط، وهي كمية قليلة إذا قورنت بحاجة المحافظة الفعلية، حيث انخفضت حصة حمص إلى النصف، فهي تحتاج إلى أكثر من أربعين طلباً.
التوزيع حسب الأولويات
وأكد داغستاني على وجود أولويات من الضروري تزويدها بحاجتها من مادة المازوت وهي قطاعات حيوية ومرتبطة بحياة المواطن اليومية، وفي مقدمتها قطاع النقل والزراعة ومديرية التجارة الداخلية (حاجة الأفران) والمياه والقطاع الصناعي ومديرية التربية، منوهاً بتحسن في أداء بعض القطاعات كالنقل والمياه بسبب حصولهم على حاجتهم من المادة. بينما يشكو المزارعون في المحافظة من عدم كفاية الكمية المخصصة للدونم الواحد، كما أن غالبية قرى ريف المحافظة تشكو من عدم وصول المياه وتبرير المعنيين في المؤسسة هو عدم توفر المحروقات!.
ثمة حلقة مفقودة بين كلام المعنيين بقطاع المحروقات وبين القطاعات الخدمية المستفيدة منها، وهنا لفت داغستاني إلى أنه تم ضبط عملية توزيع المازوت الزراعي بعد أن تم تنظيمها من قبل مديرية الزراعة والمسؤول عن المحروقات فيها، حيث يتم التوزيع عبر البطاقة ووفق البيانات الواردة من الوحدات الإرشادية الزراعية والجمعيات الفلاحية بالتنسيق مع مديرية الزراعة سواء للزراعات الإستراتيجية كالقمح والشعير أو زراعة الأشجار المثمرة والخضار الشتوية.
مضيفاً: كما أن هناك قواعد إدخال لدينا ووفقها نزود محطات المحروقات بالكميات المطلوبة وتم تزويد الزراعة بكمية مليونين ونصف ليتر الشهر الماضي، كما حصلت بقية القطاعات على مخصصاتها حيث طلبت منا مديرية تربية حمص 352 ألف ليتر حاجة المدارس في المحافظة ونحن في لجنة المحروقات وافقنا على طلبها وحتى نهاية الأسبوع الحالي تكون قد حصلت على كامل الكمية المطلوبة، وبدل أن نعطيهم الكمية على دفعتين أعطيناهم إياها دفعة واحدة، ونحن عامة نتقيد بخطة لجنة البنى التحتية والخدمات في رئاسة مجلس الوزراء وهي التي تقرر نسب التوزيع سواء للتدفئة وبقية القطاعات، ويتم دعم الحصة المخصصة للتدفئة من خارج الخطة المقررة من خلال التوفيرات الحاصلة أيام العطل، وفي محافظة حمص يوجد مناطق باردة جداً كالريف الغربي (شين– تلكلخ– وادي النضارة) حيث تجاوزت نسبة التوزيع الـ80%.”
وأردف داغستاني بأن قطاع النقل في المحافظة شهد تحسناً ملحوظاً وعملية ضبط لاستجرار مادة المازوت بعد تركيب جهاز التتبع الـGPS حيث تم ضبط عملية النقل بين الريف والمدينة وبين مدينة حمص وبقية المحافظات، ولاسيما أن حمص نقطة وصل بين جميع المحافظات وذلك من خلال إحداث محطات محروقات في محطتي الانطلاق الشمالية والجنوبية وفي محطة انطلاق البولمان، ليتم تزويد المركبات والسرافيس بحاجتها للمادة بما يتوافق مع خطوط مسارها وحاجتها الفعلية، موضحاً ازداد عدد الآليات حيث كان العام الماضي 700 آلية للنقل في المحطة الشمالية وفي المحطة الجنوبية 300 آلية بينما الآن يوجد في المحطة الشمالية 1100 آلية وفي المحطة الجنوبية 700 آلية وتم تركيب جهاز التتبع لحوالي 3000 آلية على الخطوط الداخلية وزدنا عدد الرحلات للكثير من الآليات لمعالجة الازدحام وعلى الرغم من ذلك لا تزال بعض الخطوط تعاني من اختناقات.