صدق أو لا تصدق ولكن اليونسيف مستاءة.. فالأطفال الذين يتعافون على حد تعبيرها من عمليات بتر في مستشفيات غزة يقتلون فيها.. وكأن أهالي قطاع غزة المنكوب وأطفالها وأيتامها وجرحاها كانوا تواقين لسماع هذا الكلام الذي لن ينقذهم من صواريخ إسرائيلية حاقدة ولن يحميهم من قنابل فوسفورية حارقة.
ما تحتاجه غزة أكبر من ذلك بكثير فليست التصريحات وحدها بقادرة أن تبلسم جراحها وليست عبارات الشجب والإدانة قادرة أن تواسي أُمّاً فلسطينيةً فقدت رضيعها أو طفلاً بات هكذا وما بين ليلة وضحاها يتيماً وفقد كل أفراد عائلته وحتى المسكن الذي كان ذات يوم يأويه والسقف الذي كان يحميه.
وما فائدة كل العبارات إذا كانت حتى اللحظة عاجزةً عن لجم تغول الاحتلال الوحشي وإيقاف ماكينة قتله الهستيري فالكل في مرمى النيران الإسرائيلية ولا منفذ لأحد من ترسانة عسكرية تمعن في قتل الفلسطينين وتصوب فوهتها القاضية صوب كل ما يتحرك.
المطلوب أفعال تترجم في الميدان وليس أقوالاً لا محل لها من الإعراب الفعلي بينما مجازر الاحتلال وجرائم إبادته تخوله ليحطم كل الأرقام القياسية في موسوعة غينس العالمية فهو وخلال أشهر لا تتجاوز أصابع الكف الواحدة قتل وأصاب وشرد وهجر آلاف الفلسطينيين في مشهد إنساني في غاية القتامة ليخلف كارثة غير مسبوقة فلا ماء ولا دواء ولا غذاء وشبح الموت يلاحق الفلسطينيين في كل مكان ورائحة الجثامين المتحللة وأصوات الانفجارات المدوية تختزل الصورة بأنه هناك وعلى أرض غزة الصامدة هناك شعب يباد دون أن يحرك مدعو الإنسانية ساكناً.