مع رحيل عام وقدوم عام جديد.. تتجدد الآمال والأمنيات بتحسن الأحوال وزوال الأزمات والمشكلات عن وطننا وأمتنا وعالمنا، وحلول السلام والأمن والاستقرار في فلسطين وسورية وفي ربوع المعمورة.
لكن أعداء السلام والاستقرار يأبون وقف الحروب والقتل والتدمير في غزة، حيث يواصل المحتل الإسرائيلي ومعه الأميركي والغربي إجرامه ومجازره دون أي اعتبار لنداءات السلام التي تقرع في الكنائس تزامناً مع أعياد الميلاد وعيد رأس الميلادية في الشرق والغرب.
وبينما يحتفل العالم أجمع بعيد الميلاد المجيد، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع الفرح في ليلة الميلاد السعيدة، عن الفلسطينيين.
الفلسطينيون الذين تشاركوا الأفراح في الأعياد الإسلامية والمسيحية نسوا الفرح هذا العام، فغزة المحاصرة بالحديد والنار، لم يعد فيها ساحة هدوء أو سكينة، فالعدو الإسرائيلي وبدعم أميركي وغربي يدمر ويقتل ويحول لحظات الفرح إلى حزن.
وفي القدس المحتلة وبيت لحم وجنين وكل الضفة الغربية المحتلة، يصول فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليعيث فساداً في أهلها وشوارعها. وفي بيت لحم، الصمت سيد الموقف.. لا شجرة تزيّن الساحة؛ ولا أنغام تملأ الهواء؛ ولا أطفال يلهون بالهدايا. كل شيء معلق إلى حين تنال غزة سلاماً ويتم إيقاف العدوان.
في تلك المدينة، مدينة السلام، هناك آثار حرب تحرق الأرواح تزامناً مع قتل الأنفس وهدم البيوت في غزة، صمت يخنق الكلمات، وظلم يسحق الحقوق، وموت يغزو الحياة.
في ساحة المهد، كنيسة ميلاد السيد المسيح، غابت الشجرة العملاقة التي كانت تشع بنورها في أجواء المكان في السنوات الماضية؛ وفي تلك الساحة، التي تكون عادة مزدحمة بالسياح والحجاج من كل أرجاء العالم، ظل كل شيء ساكناً ومغلّفاً بالحزن.
أما الأطفال، التواقون للعيد والهدايا فباتوا ينتظرون بصيص أمل في ابتسامة من هنا أو سعادة من هناك.
لكن كيف تأتي السعادة من عدو يتربص بالفلسطينيين، ويحرمهم من أبسط الأحلام والتمنيات؟!.
السابق