حتى وإن حاولت آلة الاحتلال الإسرائيلي وأد طفولة فلسطينية لا حول لها ولا قوة، لأنها ترى في عينها زوالها واندحارها عن أرض مغتصبة فإن مراميها لن تفلح على الإطلاق.
الفلسطينيون في غزة وفي الضفة وفي كل مكان متمسكون بأرضهم وملتحمون بترابها ومتجذرون فيه إلى ما لا نهاية، وها هم بصمودهم الأسطوري يسطرون ملاحم التحدي والإباء مهما ارتكب المحتل من مجازر وجرائم حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
وكم مثير للسخرية حال ذاك المجتمع الدولي بهيئاته الأممية، فالكل يقرع ناقوس الخطر، ويحذر ويتباكى ويشجب ليبقى العجز عن ردع المحتل ومحاسبته هو سيد المشهد، فالاحتلال ماض في جرائمه، واليوم كما في كل يوم يرتقي المئات ويصاب العشرات، وهناك عالقون تحت الركام يستغيثون، ولكن صراخهم لا يصل على ما يبدو إلى آذان مدعي الإنسانية، أولئك الذين يكتفون بمراقبة ما يجري في القطاع المنكوب بعين المتعامي، ذاك الذي يرى الحقيقة بأم العين، ومع ذلك يدعي أنه لم يرها إطلاقاً.
هناك في غزة أكثر من ٩٠٠ ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة والأمراض، وأيضاً ١٨٠ نازحة فلسطينية تلد يومياً بظروف سيئة، ليسأل أب مفجوع وأم ثكلى إلى متى ستستمر دوامة العدوان التي لم ترحم طفلاً، أو تأبه لحال مسن؟!..
