الثورة – عمان – شريف جيوسي:
أكد الكاتب والمفكر العربي الدكتور طلال أبو غزالة أن التاريخ بمثابة شهادة لا تمحى على روح المقاومة التي لاتتزعزع والتي تظهر كلما وقعت أرض تحت ظل الاحتلال، مبيناً أن الكيان الإسرائيلي حاول أن يشرعن نفسه في العالم ويسوق نفسه كـ “دولة”، لكن الحقيقة الصارخة، الواضحة كشمس الظهيرة، هو أنه مجرد سلطة احتلال تمارس السيطرة من خلال البطش والتنكيل والحرمان، بتواطؤ غربي، وأنه باختصار نظام فصل عنصري.
وقال أبو غزالة في مقال له نشره على موقعه: يشهد النسيج التاريخي على أمثلة ملحوظة من المقاومة، بدءاً من مقاومة الجزائر للاحتلال الفرنسي وحرب المليون شهيد وصولاً إلى المقاومة الفرنسية ضد المحتل الألماني كدليل على مقاومة القهر.
وأضاف: في غزة تجلى مفهوم المقاومة كظاهرة قوية ومتعددة الأوجه، ولا علاقة لها، كما يدعي البعض، بما يسمى ممارسات العنف الأخرى التي كثيراً ما يساء توظيفها في منطقتنا، بل منارة للتأكيد المشروع الذي تمارسه الشعوب عبر مناطق وعصور متنوعة، إذ تمثل المقاومة في جوهرها رداً جماعياً على تعديات الاحتلال، مشيراً إلى أن مصطلح “الحرب”، الذي تم طرحه بشكل عرضي في بعض الخطابات، كان يخفي الطبيعة العميقة للصراع والتي كانت في جوهرها حرب تحرير تهدف إلى استعادة الكرامة المسروقة وتأمين اعتناق الحرية.
وبيّن أبو غزالة أنه من الضروري أن نساهم جميعاً في فصل المقاومة عن أشكال العنف الأخرى، لأنها موقف أخلاقي ومبدئي ضد القمع وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية، وعبر التاريخ، استخدمت المجتمعات حق المقاومة كوسيلة لصيانة كرامتها، والحفاظ على استقلالها، واستعادة أوطانها من براثن المحتلين، متسائلاً: ما هو مسار التسوية السياسية الذي سينبثق من المفاوضات التي استمرت طوال عدة عقود؟، ومجيباً بأنه سؤال لا يعكس النتائج الملموسة للمداولات الدبلوماسية فحسب، بل إن جوهر المقاومة المتأصل في الوعي الجماعي، يدفع أي مفاوضات أو تسوية إلى الأمام بتصميم لايتزعزع على ضمان حل عادل ومنصف.