الاهتمام بالطفولة.. مسؤولية جماعية وفردية

الثورة – عبير علي:
تقلصت الكثير من الاحتياجات والأولويات في حياتنا، لكن الطفل يبقى الأولوية الأهم للأسرة والمجتمع، لأنه الخطوة الأولى في بنائه، حيث تعرض الأطفال خلال سني الحرب العدوانية لضغوط نفسية كثيرة ومشاهد مؤثرة في ذاكرتهم تحتاج كثيرا من الوعي والجهد.
ليس الاهتمام بالطفل منوطا بالمؤسسات الحكومية والجهات الرسمية، بل ينبغي أن يكون واجبا على كل أفراد المجتمع بمختلف فئاته، ليكون الجهد الفردي نمطا من الدعم للجهود العامة الرسمية للدولة والمنظمات، فالأهداف تصب في اتجاه واحد.


هذا ما أشارت إليه المعلمة فردوس نعمان الحاصلة على الميدالية البرونزية في احتفالية هذه حكايتي ،حيث بينت أن الأزمة فرضت على كل من يمتلك الوعي وحسّ المسؤولية استغلال خبراته في الإصلاح في محيطه وتجاوز أزماته والتخفيف من الضغوط حوله. لنرى أسماء لمعت جهودها في المجتمع المحلي بهذا المجال.
التجربه الخاصة للسيدة نعمان” اسم ارتبط بعلاقة وثيقة مع كل عطاءً يسعى للارتقاء بواقع الإنسان ثقافيا واجتماعيا، مدركة من منطلق الوعي الدقيق والتجربة أهميةَ بناء الطفل السليم، وهي الأم والمعلمة وهي الرسامة والكاتبة.
وتستعرض نعمان بعضا من تجربتها الشخصية في حديث للثورة ، بوصفها أمّا تعرضت أسرتها لظرف قاهر في مرحلة حساسة من عمر الأبناء. وهي العاملة التي لابد أن تتغيب عن أسرتها لتعيلها، ومن منطلق حاجتها وأسرتها للدعم المعنوي والنفسي الذي كانت تتوقعه وتتمناه لتجاوز الظرف الذي مروا به، أدركت أهمية أن يتكافل المجتمع لدعم بعضه وترميم نواقصه، والارتقاء بنواتج كل عملية بناء وإصلاح. نجحت فردوس نعمان بمفردها تقريبا في انتشال أطفالها من الانكسار النفسي والانكفاء ورفض الاندماج والقلق وفقدان الأمان بعد فقد والدهم، من خلال الحوار الواعي والاحتواء وخرطهم في الفنون والرياضة والقراءة وسواها وتعليمهم الإنجاز مما عزز ثقتهم وأعاد كثيرا من شعورهم بالأمان.

*ناد للقراءة
لذلك لم تدّخر على الرغم من ظروفها القاهرة منبرا تستطيع من خلاله العطاء إلا وطرقته لتقدم معرفتها وخبراتها، فأسست ناديا للقراءة في مدينتها الصغيرة بانياس منذ ٤سنوات وكانت سباقة في هذا المجال على مستوى البلد قبل انطلاق تحديات القراءة.
وفيه دمجت مهارات الرسم لتثبيت المضمون التعليمي المراد، وحاولت شغل وقت الطفل بما ينفع معولة على أثر الكلمة والفائدة التراكمية، وطامحة لاستعادة عادة القراءة، وإكسابها للطفل بسن مبكر وتوسيع مفهوم القراءة ليتجاوز مفهوم النطق السليم وفهم المعنى السطحي، بل ليصبح تجربة تغيير وإغناء. وتصبح القراءة هي للحياة.
لم تهمل نعمان الجانب التربوي والنفسي بوعيها وصبرها إذ حصدت من خلال تجربتها نتائج مبهرة على صعيد تطوير شخصيات الأطفال والانطلاق بهم إلى مصاف المبدعين الصغار. حيث كان لها تجربتها بتعليم الصغار فنون الرسم والنحت والأعمال اليدوية والمسرح بعمر صغير جدا، لتقدم بشكل دوري في كل صيف معرضا لتلك الأعمال ومسرحيات في مسارح محافظتها طرطوس.
وبجهود فردية تتبنى تكامل الفنون للارتقاء بالطفل وتقديم مايليق بمستقبله وبصدق شديد وتفانٍ.. لتقديم رؤيتها للحياة.
وعن الرسم تقول : كان هناك دوما حوار يسبق الرسم يسعى إلى فضفضة ليحاول الطفل أن يفرغ ما في داخله، فكثيرا ما كانت تقرأ معاناة الأطفال في أسرهم وعقدهم من خلال خطوطهم وألوانهم وطريقتهم، وكثيرا ما أحدث الرسم نقلات نوعية في سلوك الطفل على صعيد الانفتاح والتعبير أو التركيز والانضباط والأهم كما تقول، تأمين جو الحرية والمحبة والتوجيه الذكي لا أكثر، فكم تسعد حين يتوق الأطفال للجلسة ويطول الوقت دون رغبة منهم في المغادرة، وهذا يعود للجو الممتلئ بالموسيقا والحوار الذي يقترب من عالم الطفل ويتقبله، وقد وجدت في نفسها تعالج نفسها بطاقة الأطفال النقية والعبث باللون الحر لتتعلم منهم أكثر من أن تعلمهم.
أما تعليم النحت فكثيرا ما لمست متعة الطالب ودهشته، وهو يشكل الأشكال ويجسّمها، ويفرح لكل إنجاز بما يمنحه من تقوية عضلات يده وتنمية خياله، وكأنه حنين للطين والنشأة الأولى، بينما علمت الأطفال من خلال العمل اليدوي وصناعة الإكسسوار أنه يستطيع أن يؤمن دخلا بسيطا منذ طفولته.

*البعد عن التقليد
أما المسرح وفنون الإلقاء الشعري فقد ساهم في إكساب الطلاب الثقة، والقدرة على المواجهة، والعمل ضمن مجموعة واكتشاف الذات والقدرات.
وما يميز تجربتها هو الأصالة، والبعد عن التقليد، والسعي للابتكار وتنويع الوسائل لترك الأثر الإيجابي العميق في ذاكرة الطفل وشخصيته.
فتحت منزلها وقلبها للأطفال الراغبين بتطوير ملكاتهم، وكان لها الأثر الطيب في مجتمعها المحلي وفي قلوب الأطفال.
وفي الختام تشكر فردوس كل معهد خاص سمح لها أن تقدم فيه جزءا من مشروعها الثقافي التربوي الفردي، متمنية أن تجد مكانا لتنفيذه متكاملا على أرض الواقع.

مثل هذه التجارب الفردية المفعمة بالصدق والمحبة تستحق الإضاءة عليها ودعمها لأن بلدنا يستحق الجمال ودعم كل جميل.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة