التقويم والظواهر الطبيعية

الثورة – ياسر حمزة:

ظهرت تقاويم السنوات والشهور منذ آلاف السنين، وتعامل بها الإنسان منذ أقدم الأزمنة، وما نستعمله الآن من تقاويم شمسية وقمرية وفصلية هي نتيجة جهود شعوب الأرض على مر الدهور، ونحن لا نعرف بشكل دقيق كيف كان يحسب الناس الزمن في الفترات السابقة للتدوين وكذلك الفترات التي تسمى ما قبل التاريخ.
ومن المرجح أن الإنسان كان يعتمد في احتساب الوقت على الظواهر الطبيعية وحركات الأجرام السماوية كتكرار طلوع الشمس وغروبها، فاتخذ اليوم كأبسط وحدة للزمن، ثم لاحظ تكرار أمور أخرى كالمدِّ والجزر وظهور الهلال فاتخذ الشهر القمري وحدة أخرى للزمن، ولاحظ تكرار الفصول وعلاقتها الزمنية باختلاف مواقع النجوم في السماء ثم عودتها مرة أخرى بعد تعاقب الفصول وموسم الحصاد، وهجرة الطيور وتزاوج الحيوانات، ولاحظ الأقدمون أيضاً أن الشمس خلال سنة تمرُّ عبر مجموعات النجوم في السماء فوضعوا لها أسماء وقسَّموا مدار الشمس الظاهري حول هذه النجوم أقساماً وأبراجاً متساوية وسمُّوا هذه المجاميع من النجوم والأبراج بأسماء بعض الحيوانات.‏
ثم تبين لهم أن قياس الزمن بالأبراج أدق من الاعتماد على المواسم الزراعية أو اشتداد البرد والحرِّ وهجرة الطيور، فاستنبطوا المزاول والعُدد الفلكية المختلفة وطوروها على مرِّ الأجيال بالمراقبة الدقيقة لحركات الشمس والقمر والنجوم فعرفوا كثيراً من التفاصيل مكنتهم من تقسيم الأزمنة بدقة كافية فوضعوا التقاويم وحددوا بها الأيام والأسابيع والشهور والسنين، ثم اخترعوا الساعات لقياس الزمن وأقاموا المراصد وأحرزوا منجزات فلكية فائقة.‏
ومع كل هذه المنجزات في العلوم الفلكية وحتى في عصرنا الحاضر فلا يزال الناس في شتى بقاع الأرض وعلى اختلاف مشاربهم وتعدد مقاصدهم وثبات مصالحهم يرون أن تقسيم الزمن يجب أن يخضع للاعتبارات الوضعية وليس للظواهر الطبيعية وذلك تسهيلاً لترتيب التقاويم والاعتماد عليها في تنظيم المعاملات وتسجيل الأحداث.‏
واعتمد المؤقتون والحاسبون الزمن بالساعة الوسطية ويتبع ذلك اليوم الوسطي، كما اعتمدوا الشهر الاصطلاحي والسنة الاصطلاحية أيضاً في التقاويم لا تزال سائدة الاستعمال في عصرنا الحاضر.‏
ومرَّت التقاويم بأطوار كثيرة عبر التاريخ وكانت متعددة الأنواع، منها ما اضمحل مع الأمم في العصور السالفة ومنها ما طرأ عليه تحوير وتعديل أو تصحيح.‏
وتستخدم التقاويم لأغراض هامة منها تحديد التواريخ، وهذا يستلزم إعداد سجل بالأيام والشهور والسنين وتعيين الحوادث في مواعيدها، وينتج عن تسجيل التواريخ إعداد النتيجة السنوية، وهي تتضمن بيانات عن شهور السنة وأسماء أيامها وما يقابلها من التواريخ التي تتبع تقاويم أخرى، وتصدر في بلادنا تقاويم متعددة للشهور والأيام وهي السنة الميلادية وفق التاريخين الشرقي والغربي والسنة الهجرية والقبطية، كما تتضمن مواعيد الأذان وفيها تفصيل خاص في شهر رمضان يتضمن فترات السحور والإفطار، كما تتضمن الحوادث المدنية القادمة كالمواسم والأعياد.‏

آخر الأخبار
الدوريات الأوروبية.. خسارة أولى للسيتي وميلان وتعثر جديد للروخي بلانكوس مشاركة قياسية في بطولة كأس النصر  اتحاد كرة القدم بلا إدارة؟! الموسم الكروي على الأبواب وغموض يربك الأندية  منتخبنا السلوي للناشئات في بطولة آسيا  رغدان شحادة (للثورة): مواجهة الإمارات ستمنح منتخبنا فوائد عديدة رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا...