الثورة – ترجمة غادة سلامة:
هل يعلم المسؤولون الأميركيون جيدا أنهم سيدفعون ثمن أفعالهم؟، بينما يواصلون دعم “إسرائيل” بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية، وكل شيء من شأنه أن يسمح لإسرائيل بمواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.
وبصرف النظر عن عشرات الآلاف من القتلى والمفقودين تحت الأنقاض، فقد أصيب عدد أكبر بكثير من الأشخاص والمشوهين، بما في ذلك آلاف الأطفال. وفقًا لليونيسف، حيث يُترك عدد لا يحصى من الأطفال “يصارعون الموت ومنهم من يعاني من فقدان ذراعه أو قدمه”.
إن معاناة غزة تتم مشاهدتها على شاشات التلفزيون وجميع وسائل الاتصال الأخرى دون أن يكون لدى العالم القدرة على لجم “إسرائيل” وإيقافها عن إبادة الشعب الفلسطيني في ظل الحماية الأمريكية المطلقة لإسرائيل.
هذه هي الطريقة التي بررت بها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، استخدام بلادها لحق النقض، منقضة بذلك أول محاولة جادة من جانب مجلس الأمن للتوصل إلى هدنة دائمة في 18 تشرين الأول الماضي من العام الفائت قائلة : “لإسرائيل الحق في فعل ذلك” .
وقد تكرر نفس المنطق عدة مرات من جانب المسؤولين الأميركيين منذ ذلك الحين، حتى عندما أصبح حجم مأساة غزة معروفاً للجميع، ويتعارض هذا المنطق الأناني مع روح القانون الدولي والإنساني، الذي يرفض بشدة استهداف المدنيين في أوقات الحرب، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى ضحايا الحرب المدنيين.
والحقيقة هي أن الغالبية العظمى من الضحايا في غزة هم من المدنيين.
علاوة على ذلك، ووفقا لليونيسيف، فإن أكثر من 70 في المائة من جميع الضحايا والجرحى هم من النساء والأطفال. علاوة على ذلك، وبسبب التصرفات الإسرائيلية اللا إنسانية، يواجه الناجون من القنابل والرصاص الإسرائيلي الآن مجاعة غير مسبوقة في تاريخ البشرية .
ومع ذلك، تواصل “إسرائيل” منع وصول الفلسطينيين إلى الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الضروريات الأساسية في غزة، وبالتالي تنتهك كل القوانين الدولية والإنسانية في هذا الشأن.
لم تفعل إدارة بايدن شيئًا للضغط على “إسرائيل” لإجبارها على الالتزام بأبسط القوانين الإنسانية في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
والأسوأ من ذلك أن الرئيس جو بايدن يزود “إسرائيل” بالأسلحة والذخيرة التي تحتاجها لإطالة أمد هذه الحرب المدمرة.
ووفقاً لتقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية في 25 كانون الأول من العام الفائت، قامت أكثر من 20 سفينة و244 طائرة أمريكية بتسليم أكثر من 10.000 طن من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى “إسرائيل” منذ بداية الحرب.
وتشمل هذه الإمدادات العسكرية، ما لا يقل عن 100 قنبلة BLU-109، وهي قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل، والتي تم استخدامها بشكل متكرر طوال القصف الإسرائيلي على غزة، مما أدى إلى مقتل وجرح آلاف من الفلسطينيين .
المصدر – ميدل ايست منتيور