الثورة – ترجمة رشا غانم :
على الرغم من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الكيانات الصينية – مستشهدة بمخاوفها الأمنية القومية التي لا أساس لها من الصحة – كانت قد أثرت بشكل كبير على الأبحاث وصناعة التكنولوجيا فائقة الدقة في الصين، إلا أن بكين قد أظهرت ضبطاً للنفس بإجراءاتها المضادة، وذلك بأعدادها من جهة وفي التصدي للضرر الذي يمكن أن تسببه الولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث أعلنت بكين فرض عقوبات على خمس شركات أمريكية مرتبطة بالدفاع، رداً على العقوبات الأمريكية الأخيرة غير المبررة على العديد من الشركات والأفراد الصينيين وعلى مبيعات الأسلحة بقيمة 300 مليون دولار إلى جزيرة تايوان.
تعتبر مبيعات الأسلحة الأمريكية للجزيرة الصينية انتهاكاً صارخاً لمبدأ الصين الواحدة ونصوص البيانات المشتركة الصينية الأمريكية الثلاثة، والتي تشكل أساس العلاقات الأمريكية الصينية، كما أن العقوبات الأمريكية أحادية الجانب وغير القانونية، والتي صدرت تحت حجج واهية مختلفة، تضر بشكل خطير بسيادة الصين ومصالحها الأمنية.
هذا وتشمل إجراءات العقوبات الصينية تجميد ممتلكات الشركات الخمس في الصين، بما في ذلك ممتلكاتها المنقولة وغير المنقولة، و حظر المنظمات و بعض الأفراد في الصين من إجراء المعاملات التجارية والتعاون معهم، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية، ومع ذلك، مثل تلك التي أعلنت عنها من قبل، فإن العقوبات الصينية رمزية في الغالب، حيث إن مقاولي الدفاع الأمريكيين لديهم القليل من الصفقات المتعلقة بالبر الرئيسي الصيني أو الشراكة معه، ولكن لا ينبغي إساءة فهم هذا لأن الصين لا تملك القدرة على إلحاق الضرر بالجانب الأمريكي، بل تقدر على ذلك، ولكن، وفي الرد على استفزازات الولايات المتحدة، تضع بكين دائماً الصورة الأكبر في الاعتبار، حيث أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال حفل أقيم في بكين بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس العلاقات الصينية الأمريكية، بأن السمة الأساسية للتبادلات بين الصين والولايات المتحدة هي أنها مفيدة للطرفين، وهذا يعني أنه إذا ردت الصين على عقوبات الولايات المتحدة واستفزازاتها من خلال تبني نهج التكافؤ، فسيتم جر البلدين بسرعة إلى التاريخ القديم، وسيتأثر بذلك بقية العالم قريبا.
إن الغموض الاستراتيجي للولايات المتحدة على المدى الطويل بشأن مسألة تايوان لا يمنحها اليد العليا في لعب ما يسمى بورقة تايوان مع بكين، وبدلاً من ذلك، يعرض الموضوع التايواني الولايات المتحدة لخطر جسيم بحدوث صراع مفتوح مع الصين.
إن تايوان جزء يمكن الاستغناء عنه في مجلس إدارة واشنطن، لكنها جزءاً غير قابل للتصرف من البلاد بالنسبة لبكين، التي لا ينبغي أبداً التقليل من عزمها على تحقيق إعادة التوحيد الوطني، بأي ثمن، وهذا شيء يجب أن يضعه سياسيو الحزب الديمقراطي التقدمي الانفصالي في تايوان الذين يشاركون في الانتخابات المحلية في الجزيرة في وقت لاحق في عين الاعتبار، ويجب ألا يتوهموا أن الولايات المتحدة “ستحمي” تايوان في حالة “الطوارئ”.
تُظهر الفوائد المتبادلة التي تم الحصول عليها على مدار الـ 45 عاماً الماضية أنه لا ينبغي السماح للخلافات والاختلافات بالهيمنة أو التدخل في العلاقات الصينية الأمريكية، إن إمكانات علاقاتهما التعاونية مستمرة في التوسع، وكانت خلافاتهما أكثر بروزاً قبل 45 عاماً مما هي عليه اليوم.
المصدر – تشاينا ديلي