الملحق الثقافي- هنادة الحصري:
يعرّف ديكارات الألم الجسدي بأنه «انتقال من خلايا الجسم إلى الدماغ حيث يتم الشعور بالألم»، وتبدأ المعاناة الصعبة للجسم ولا تتوقف إلا بمساعدة كبسولة تعيد العافية ويهدأ الجسم بعد المعاناة.
أما الألم النفسي فهو ألم مستمر بلا انقطاع؛ ولايوجد مسكن فعال له إلا بقبوله كأمر واقع.
إن تنوع المآسي على ظهر البسيطة منها مايسببه غضب الطبيعة؛ ومنه ما نوقعه نحن البشر ببعضنا بعضاً؛ فهلا توقفنا للحظة من ذاتنا وتساءلنا ما دور كل منا بأحداث الألم للآخر أو تخفيفه؟.
للأسف أن أكثرنا يعمق من آلام الآخر؛ وقلة قليلة تساهم في تسكينه هذا مايجعلنا نؤكد على وجود خير كبير للألم في مساحة حياتنا.
وهنا أتساءل: ألسنا مسؤولين عن حالات الألم التي تعصف بالإنسانية؟.. أطفال غزة ومستواهم الصحي المتدني؛ أطفال الصومال فحسب دراسة أجريت تبين أن كل 100 ثانية يموت طفل في الصومال فماذا فعلنا نحن لإنقاذ هؤلاء البشر؟.
لا أنسى كيف استطاعت الدول الغربية أن تنقذ المصارف والبنوك الأمريكية في وقت قياسي ولماذا لا تفكر في انقاذ فقراء العالم من الأوبئة والويلات والفيضانات؟!.
أليس حرياً بالدول المالكة للثروات أن تسارع الى إنقاذ هؤلاء الأطفال وهم نموذج للبؤس في العالم؛ هذا السؤال برسم الإجابة أطرحه على مفكري العالم وأصحاب المراكز الدينية.
أما الخبر الذي كان ذات يوم فيقول: أستراليا ترفض بيع خراف لمصرفي عيد الأضحى وحجتها في ذلك أن الجزار المصري يذبح الخراف الاسترالية دون أدنى إنسانية فهل خرافهم أغلى من إنساننا العربي؟!.
ولكن أراني سألجأ إلى مفهوم نفسي طبي حديث صدرت نشرات كثيرة عنه.
«إن قبول الألم والتغلب عليه هو المسار الواقعي لمعالجة ألم النفس؛ هذا المفهوم يطرحه علماء نفس الأعماق، ويقوم على آلية قتل الألم كوسيلة لإنهائه».
أخيراً هل نعدم وسيلة لإبعاد الألم إلا بتقبله ؟.
ألم يقل جبران خليل جبران:
وقاتل الجسم مقتول بفعلته.. وقاتل الروح لا تدري به البشر
أما اليوم فقاتل الجسد والروح واحد، ويفتخر أنه يفعل ذلك.
العدد 1173 – 9 -1 -2024